الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4268 - "الدنانير والدراهم خواتيم الله في أرضه ؛ من جاء بخاتم مولاه قضيت حاجته"؛ (طس)؛ عن أبي هريرة ؛ (ح) .

التالي السابق


(الدنانير والدراهم خواتيم الله في أرضه؛ من جاء بخاتم مولاه قضيت حاجته) ؛ يعني أن الدنانير والدراهم إحدى المسخرات لبني آدم ؛ قال الله (تعالى): وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض ؛ فإذا وصل إليك منافع المسخرة؛ جاءت المنفعة؛ فمن طلب المسخرة لإقامة خدمة الله؛ فليس بآثم؛ بل غانم؛ ومن أخذها لنيل شهوة؛ وبلوغ لذة ونهمة؛ فقد ضيع [ ص: 544 ] الخدمة؛ وباء بالمذمة؛ وبذلك تبين أنه لا تدافع بين هذا وبين الحديث المار: "إن هذا الدينار والدرهم قد أهلكا من كان قبلكم؛ وهما مهلكاكم" ؛ فمن سلك السبيل الأول فليسا مهلكيه؛ ومن سلك الثاني أهلكاه.

(تنبيه) :

قال الغزالي : من نعم الله خلق الدراهم والدنانير؛ وبهما قوام الدنيا؛ وهما حجران؛ لا نفع في أعيانهما؛ لكن يضطر الخلق إليهما؛ لأن كل إنسان يحتاج إلى مطعم وملبس وسائر حوائجه؛ وقد يعجز عما يحتاج؛ ويملك ما يستغني عنه؛ فاحتيج إليهما في المعاوضات؛ ومعرفة قيم الأشياء؛ فخلقهما الله حاكمين متوسطين بين سائر الأموال؛ لتقدير الأموال بهما؛ فخلقا كالحكم العدل؛ وليتوسل بهما إلى جميع الأشياء؛ لأنهما عزيزان في أنفسهما؛ ولا غرض في أعيانهما؛ ونسبتهما إلى سائر الأموال واحدة؛ فمن ملكها فكأنه ملك كل شيء؛ لا كمن يملك نحو ثوب؛ فإنه لا يملك إلا ثوبا؛ فلو احتاج لنحو طعام؛ لم يرض صاحبه بالثوب؛ فاحتيج لشيء هو في صورته؛ كأنه ليس بشيء؛ وهو في معناه كأنه كل الأشياء؛ وكما أن المرآة لا لون لها؛ وتحكي كل لون؛ فالنقد لا غرض فيه؛ وهو وسيلة لكل غرض؛ كالحرف؛ لا معنى له في نفسه؛ وتظهر به المعاني في غيره.

(طس) ؛ من حديث ابن عيينة وابن أبي فديك ؛ عن محمد بن عمرو ؛ عن ابن أبي لبينة ؛ عن أبيه؛ (عن أبي هريرة ) ؛ وقال: لا يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد؛ قال الهيثمي : وفيه أحمد بن محمد بن مالك بن أنس ؛ وهو ضعيف؛ وقال الذهبي : حديث ضعيف.




الخدمات العلمية