الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3208 - "البزاق في المسجد سيئة؛ ودفنه حسنة" ؛ (حم طب)؛ عن أبي أمامة ؛ (صح) .

التالي السابق


( البزاق في المسجد ) ؛ من المصلي؛ وغيره؛ ولو لحاجة؛ (سيئة) ؛ أي: حرام؛ معاقب عليه؛ لأنه تقذير للمسجد؛ واستهانة به؛ [ ص: 221 ] (ودفنه) ؛ في أرضه؛ إن كانت ترابية؛ أو رملية؛ (حسنة) ؛ مكفرة لتلك السيئة؛ وقوله: "في المسجد"؛ ظرف للفعل؛ فلا يشترط كون الفاعل فيه؛ فبصق من هو خارج المسجد فيه؛ حرام؛ قال ابن أبي جمرة : ولم يقل: "تغطيته"؛ لأن التغطية يستمر الضرر بها؛ إذ لا يأمن أن يقعد غيره عليها فيؤذيه؛ بخلاف الدفن؛ فإنه يفهم التعميق في باطن الأرض؛ وخرج بالرملية والترابية المسجد المبلط؛ والمرخم؛ فدلكها فيه ليس دفنا؛ بل زيادة تقذير؛ قال القفال : والحديث محمول على ما يخرج من الفم؛ أو ينزل من الرأس؛ أما ما يخرج من الصدر؛ فينجس؛ فلا يدفن بالمسجد؛ قال ابن حجر : وهذا على اختياره؛ وينبغي التفصيل فيما لو خالط البصاق نحو دم؛ فيحرم دفنه فيه؛ وأما إذا لم يخالطه؛ فيحل.

(حم طب؛ عن أبي أمامة ) ؛ قال الهيثمي : رجال أحمد موثقون.




الخدمات العلمية