الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3189 - "بئسما لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت؛ وكيت؛ بل هو نسي" ؛ (حم ق ت ن)؛ عن ابن مسعود ؛ (صح) .

التالي السابق


(بئس) ؛ فعل ذم؛ (ما) ؛ نكرة موصوفة؛ أي: شيء كائن؛ (لأحدكم أن يقول) ؛ هو المخصوص بالذم؛ (نسيت آية كيت؛ وكيت) ؛ بفتح التاء؛ أشهر من كسرها؛ أي: كذا وكذا؛ أوجه الذم دلالة هذا القول على تفريطه بعدم ملازمة تلاوة القرآن ودرسه ؛ نسبة الفعل إلى نفسه؛ وهو فعل الله؛ أو هو خاص بزمن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذ كان من ضروب النسخ نسيان الشيء الذي ينزل؛ [ ص: 215 ] ويدل عليه قوله: (بل هو نسي) ؛ فهو نهي عن نسبة ذلك إليهم؛ وإنما الله أنساهم؛ لما له فيه من الحكمة؛ ذكره الخطابي كغيره؛ وقال الطيبي : قوله: "بل نسي"؛ إضراب عن القول بنسبة النسيان إلى النفس؛ المسبب عن عدم التعاهد؛ إلى القول بالإنساء؛ الذي هو من فعل الله؛ من غير تقصير منه؛ أي: لا تقولوا ذلك القول؛ بل قولوا ما قيل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ كما يشهد له ما روي عن عائشة - رضي الله عنها - سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا يقرأ بالليل؛ فقال: "يرحمه الله؛ قد أذكرني كذا وكذا آية كنت نسيتها" ؛ قال أبو عبيد : أما الحريص على حفظ القرآن؛ المداوم على تلاوته؛ لكن النسيان يغلبه ؛ فلا يدخل في هذا؛ وقيل: معنى "نسي"؛ عوقب بالنسيان على ذنب؛ أو سوء تعهده للقرآن؛ من قوله (تعالى): أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى

(حم ق ت ن؛ عن ابن مسعود ) .




الخدمات العلمية