الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4228 - "دعوه يئن؛ فإن الأنين اسم من أسماء الله (تعالى)؛ يستريح إليه العليل" ؛ الرافعي ؛ عن عائشة .

[ ص: 533 ]

التالي السابق


[ ص: 533 ] (دعوه) ؛ أي: المريض؛ (يئن) ؛ أي: يستريح بالأنين؛ أي: يقول: "آه"؛ ولا تنهوه عنه؛ (فإن الأنين اسم من أسماء الله - تعالى) ؛ أي: لفظ "آه"؛ من أسمائه؛ لكن هذا لم يرد في حديث صحيح؛ ولا حسن؛ وأسماؤه (تعالى) توقيفية؛ (يستريح إليه العليل) ؛ فيه رد لما رواه أحمد ؛ عن طاوس أن أنين المريض شكوى؛ وقول جمع شافعية - منهم أبو الطيب ؛ وابن الصباغ -: أنين المريض وتأوهه مكروه؛ رده النووي بأنه ضعيف؛ أو باطل؛ فإن المكروه ما ثبت فيه نهي مخصوص؛ وهذا لم يثبت فيه؛ بل ثبت الإذن فيه؛ نعم؛ استعماله بالذكر أولى؛ وكثرة الشكوى تدل على ضعف اليقين؛ ومشعرة بالتسخط للقضاء؛ وتورث شماتة الأعداء؛ أما إخبار المريض صديقه؛ أو طبيبه؛ عن حاله؛ فلا بأس به؛ اتفاقا؛ وحكى ابن جرير في كتابه "الآداب الشريفة والأخلاق الحميدة"؛ خلافا للسلف أن أنين المريض هل يؤاخذ به؛ ثم رجح الرجوع فيه إلى النية؛ فإذا نوى به تسخط قضاء ربه؛ أوخذ به؛ أو استراحة من الألم؛ جاز.

( الرافعي ) ؛ إمام الدين؛ في تاريخ قزوين ؛ (عن عائشة ) ؛ قالت: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وعندنا عليل يئن؛ قلنا له: اسكت ؛ فذكره.




الخدمات العلمية