الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2604 - "إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب"؛ (م)؛ عن ابن عمرو ؛ (صح) .

التالي السابق


(إنما هلك من كان قبلكم) ؛ من الأمم؛ أي: تسببوا في إهلاك أنفسهم بالكفر والابتداع؛ (باختلافهم في الكتاب) ؛ [ ص: 5 ] يعني أن الأمم السابقة اختلفوا في الكتب المنزلة؛ فكفر بعضهم بكتاب بعض؛ فهلكوا؛ فلا تختلفوا أنتم في هذا الكتاب؛ والمراد بالاختلاف: ما أوقع في شك؛ أو شبهة؛ أو فتنة؛ أو شحناء؛ ونحو ذلك الاختلاف في وجوه المعاني واستنباط الأحكام والمناظرة لإظهار الحق؛ فإنه مأمور به فضلا عن كونه منهيا عنه؛ قال الحرالي : و"الاختلاف": انتقال من الخلاف؛ وهو تقابل بين اثنين فيما ينبغي انفراد الرأي فيه.

(م) ؛ في كتاب العلم؛ (عن ابن عمرو ) ؛ ابن العاص ؛ قال: هاجرت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية؛ فخرج يعرف في وجهه الغضب ؛ فذكره؛ وفي رواية للترمذي : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نتنازع في القدر؛ فغضب حتى كأنما فقئ في وجهه حب الرمان حمرة؛ من الغضب؛ فقال: "أبهذا أمرتم؛ أم بهذا أرسلت إليكم؟..." ؛ ثم ذكره؛ وقضية كلام المؤلف أن ذا مما تفرد به مسلم عن البخاري ؛ وهو ذهول؛ بل خرجه عن النزال بن سبرة ؛ عن ابن مسعود ؛ وليس بينهما إلا اختلاف قليل؛ ومن ثم أطلق عزوه إليهما أئمة؛ كالديلمي .




الخدمات العلمية