الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2906 - "إياكم والشح؛ فإنما هلك من كان قبلكم بالشح؛ أمرهم بالبخل؛ فبخلوا؛ وأمرهم بالقطيعة؛ فقطعوا؛ وأمرهم بالفجور؛ ففجروا"؛ (د ك)؛ عن ابن عمرو ؛ (صح) .

[ ص: 125 ]

التالي السابق


[ ص: 125 ] (إياكم والشح ) ؛ الذي هو قلة الإفضال بالمال؛ فهو في المال خاصة؛ أو عام؛ رديف البخل؛ أو أشد؛ وإذا صحبه حرص أو مع الواجب؛ أو أكل مال الغير؛ أو العمل بالمعاصي؛ كما سبق؛ (فإنما هلك من كان قبلكم) ؛ من الأمم؛ (بالشح) ؛ كيف [لا]؛ وهو من سوء الظن بالله؟! (أمرهم بالبخل؛ فبخلوا) ؛ بكسر الخاء؛ (وأمرهم بالقطيعة) ؛ للرحم؛ (فقطعوها) ؛ ومن قطعها؛ قطع الله عنه رحمته ؛ وإفضاله؛ (وأمرهم بالفجور) ؛ أي: الميل عن القصد؛ والسداد؛ والانبعاث في المعاصي ؛ (ففجروا) ؛ أي: أمرهم بالزنا؛ فزنوا؛ والحاصل أن الشح من جميع وجوهه يخالف الإيمان؛ أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا ؛ ومن ثم ورد: "لا يجتمع الشح والإيمان في قلب أبدا"؛ قال الماوردي : وينشأ عن الشح من الأخلاق المذمومة - وإن كانت ذريعة إلى كل مذموم - أربعة أخلاق؛ ناهيك بها ذما: الحرص؛ والشره؛ وسوء الظن؛ ومنع الحقوق؛ فالحرص شدة الكدح؛ والجهد في الطلب؛ والشره استقلال الكفاية؛ والاستكثار بغير حاجة؛ وهذا فرق ما بين الحرص؛ والشره؛ وسوء الظن عدم الثقة بمن هو أهل لها؛ والخاتمة منع الحقوق؛ لأن نفس البخيل لا تسمح بفراق محبوبها؛ ولا تنقاد إلى ترك مطلوبها؛ ولا تذعن للحق؛ ولا تجيب إلى إنصاف؛ وإذا آل الشح إلى ما وصف من هذه الأخلاق المذمومة؛ والشيم اللئيمة؛ لم يبق معه خير موجود؛ ولا صلاح مأمول.

(د ك) ؛ في الزكاة؛ (عن ابن عمرو ) ؛ ابن العاص ؛ قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فذكره؛ قال الحاكم : صحيح؛ وأقره الذهبي .




الخدمات العلمية