الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4336 - "ذنب لا يغفر؛ وذنب لا يترك؛ وذنب يغفر ؛ فأما الذي لا يغفر؛ فالشرك بالله؛ وأما الذي يغفر؛ فذنب العبد بينه وبين الله - عز وجل -؛ وأما الذي لا يترك؛ فظلم العباد بعضهم بعضا"؛ (طب)؛ عن سلمان ؛ (صح) .

التالي السابق


(ذنب لا يغفر) ؛ أي: الذنب الذي هو الجرم؛ بحسب المغفرة على ثلاثة أقسام؛ الأول: ذنب لا يغفره الله (تعالى)؛ بمعنى أنه (تعالى) حكم بأنه لا يدخل صاحبه الجنة؛ بل يخلده في النار؛ (و) ؛ الثاني: (ذنب لا يترك) ؛ بضم أوله؛ أي: لا يهمله الله؛ ولا يضيعه؛ عملا بقضية ما أوجبه على نفسه؛ وأمر به عباده؛ إقامة من ناموس العدل؛ (و) ؛ الثالث: (ذنب يغفر) ؛ بالبناء للمفعول؛ أي: يرجى [ ص: 566 ] أن يغفره الله (تعالى) بالاستغفار والتوبة؛ وقد يغفره بدون ذلك أيضا؛ على مذهب أهل الحق؛ ( فأما الذنب الذي لا يغفر؛ فالشرك بالله ) ؛ ومصداقه: إن الله لا يغفر أن يشرك به ؛ ( وأما الذي يغفر؛ فذنب العبد) ؛ الذي؛ (بينه وبين الله - عز وجل) ؛ من حقوق الله (تعالى) ؛ أي: فالعفو يسارع إليه؛ والتكفير يتطرق له؛ لأنه حق أكرم الأكرمين؛ ( وأما الذي لا يترك؛ فظلم العباد بعضهم بعضا ) ؛ فأكثر ما يدخل الموحدين النار مظالم العباد؛ فديوان العباد هو الديوان الذي لا يترك؛ أي: لا يهمل؛ فهذا القسم يحتاج إلى التراد؛ إما في الدنيا؛ بالاستحلال؛ أو رد العين؛ وإما في الآخرة برد ثواب الظالم إليه؛ أو أنه (تعالى) يرضي المظلوم بفضله وكرمه ولطفه؛ كما في حديث عرفة.

(طب) ؛ وكذا في الصغير؛ (عن سلمان ) ؛ الفارسي ؛ قال الهيثمي : فيه يزيد بن سفيان بن عبد الله بن رواحة ؛ ضعيف؛ تكلم فيه ابن حبان وغيره؛ وبقية رجاله ثقات؛ وفي الميزان: يزيد بن سفيان له نسخة منكرة؛ تكلم فيها ابن حبان ؛ ومن مناكيره هذا الخبر؛ وساقه كما هنا؛ وبه يعرف وهم المصنف في رمزه لصحته.




الخدمات العلمية