الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3332 - "تعوذوا بالله من جهد البلاء؛ ودرك الشقاء؛ وسوء القضاء؛ وشماتة الأعداء" ؛ (خ)؛ عن أبي هريرة ؛ (صح) .

التالي السابق


( تعوذوا بالله من جهد البلاء ) ؛ بفتح الجيم؛ أفصح من ضمها: الحالة التي يمتحن بها الإنسان؛ أو بحيث يتمنى الموت؛ [ ص: 257 ] ويختاره عليها؛ أو قلة المال؛ وكثرة العيال؛ أو غير ذلك؛ (ودرك الشقاء) ؛ بتحريك الراء؛ وسكونها: اسم من "الإدراك"؛ لما يلحق الإنسان من تبعة؛ و"الشقاء"؛ بمعنى: الشقاوة؛ وقال ابن حجر - رحمه الله (تعالى) -: هو الهلاك؛ وقيل: ["الدرك":] هو واحد درجات جهنم؛ ومعناه: من موضع أهل الشقاوة؛ وهي جهنم؛ أو من موضع يحصل لنا فيه شقاوة؛ أو هو مصدر؛ إما مضاف إلى المفعول؛ أو إلى الفاعل؛ أي: "من درك الشقاء إيانا"؛ أو "من دركنا الشقاء"؛ (وسوء القضاء) ؛ أي: المقضي؛ لأن قضاء الله كله حسن؛ لا سوء فيه؛ وهذا عام في أمر الدارين؛ (وشماتة الأعداء) ؛ أي: فرحهم ببلية تنزل بعدوهم؛ وسرورهم بما حل بهم من البلايا والرزايا؛ والخصلة الأخيرة تدخل في عموم كل واحدة من الثلاث مستقلة؛ فإن كل أمر يكره؛ يلاحظ فيه جهة المبدإ؛ وهو سوء القضاء؛ وجهة المعاد؛ وهو درك الشقاء؛ لأن شقاء الآخرة هو الشقاء الحقيقي؛ وجهة المعاش؛ وهو جهد البلاء؛ وشماتة الأعداء تقع لكل منهما.

(خ) ؛ في القدر؛ وغيره؛ (عن أبي هريرة ) ؛ قضية كلام المصنف أن ذا مما تفرد به البخاري ؛ عن صاحبه؛ والأمر بخلافه؛ فقد عزاه جمع - منهم الديلمي ؛ في مسند الفردوس؛ والصدر المناوي - إلى مسلم أيضا؛ في الدعوات؛ ورواه عنه أيضا النسائي وغيره.




الخدمات العلمية