الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3398 - "التحدث بنعمة الله؛ شكر؛ وتركها كفر؛ ومن لا يشكر القليل؛ لا يشكر الكثير ؛ ومن لا يشكر الناس؛ لا يشكر الله؛ والجماعة بركة؛ والفرقة عذاب"؛ (هب)؛ عن النعمان بن بشير .

التالي السابق


( التحدث بنعمة الله؛ شكر ) ؛ أي: إشاعتها من الشكر؛ وأما بنعمة ربك فحدث ؛ والشكر ثلاثة أقسام: شكر اللسان؛ بالتحدث [ ص: 280 ] بالنعمة؛ وشكر الأركان؛ بالقيام بالخدمة؛ وشكر الجنان؛ بالاعتراف بأن كل نعمة منه - تعالى -؛ (وتركها كفر) ؛ أي: ستر وتغطية لما حقه الإظهار؛ والإذاعة؛ قال بعض العارفين: ذكر النعم يورث الحب في الله؛ ثم هذا الخبر موضعه ما لم يترتب على التحدث بها ضرر؛ كحسد؛ وإلا؛ فالكتمان أولى؛ كما يفيده قول الزمخشري : وإنما يجوز مثل هذا؛ إذا قصد أن يقتدى به؛ وأمن على نفسه الفتنة؛ وإلا فالستر أفضل؛ ولو لم يكن فيه إلا التشبه بأهل السمعة والرياء؛ لكفى؛ (ومن لا يشكر القليل؛ لا يشكر الكثير) ؛ فاشكر لمن أعطى؛ ولو سمسمة؛ ( ومن لا يشكر الناس؛ لا يشكر الله ) ؛ أي: من كان طبعه وعادته كفران نعمة الناس؛ وترك الشكر لمعروفهم؛ كان عادته كفران نعم الله؛ وترك الشكر له؛ أو المراد أن الله لا يقبل شكر العبد على إحسانه إليه إذا كان العبد لا يشكر إحسان الناس؛ وينكر معروفهم؛ لاتصال أحد الأمرين بالآخر؛ ( والجماعة بركة؛ والفرقة عذاب ) ؛ أي: اجتماع جماعة المسلمين؛ وانتظام شملهم؛ زيادة خير؛ ونمو أجر؛ وتفرقهم يترتب عليه من الفتن والحروب والقتل وغير ذلك؛ ما هو أعظم من كل عذاب في الدنيا؛ وأمر الآخرة إلى الله.

(فائدة) :

أخرج في الحلية؛ عن وهب أن بعض الأنبياء - عليه السلام - سأل ربه عن سبب سلب بلعام ؛ بعد تلك الآيات والكرامات؛ فقال (تعالى): "إنه لم يشكرني يوما على ما أعطيته؛ ولو شكرني على ذلك مرة واحدة؛ لما سلبته نعمتي" .

(هب؛ عن النعمان بن بشير ) ؛ وفيه أبو عبد الرحمن الشامي ؛ أورده الذهبي في الضعفاء؛ وقال الأزدي : كذاب؛ ورواه عنه أحمد ؛ بسند رجاله ثقات؛ كما بينه الهيثمي ؛ فكان ينبغي للمؤلف عزوه له.




الخدمات العلمية