الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4339 - "ذهب المفطرون اليوم بالأجر" ؛ (حم ق ن)؛ عن أنس ؛ (صح) .

التالي السابق


(ذهب المفطرون اليوم) ؛ أي: يوم كان الناس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في السفر؛ فصام قوم؛ فلم يصنعوا شيئا لعجزهم عن العمل؛ وأفطر قوم فبعثوا الركاب؛ وعالجوا؛ فبشرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنهم ذهبوا؛ (بالأجر) ؛ أي: الوافر؛ قال الطيبي : فيه من المبالغة ما فيه؛ أي أنهم مضوا واستصحبوا معهم الأجر؛ ولم يتركوا لغيرهم منه شيئا؛ أهـ؛ وهو أجر ما فعلوه من خدمة الصائمين؛ بضرب الأبنية؛ والسقي؛ وغير ذلك؛ لما حصل منهم النفع المتعدي؛ ومثل أجر الصوام؛ لتعاطيهم أشغالهم وأشغال الصوام؛ وأما الصائمون فحصل لهم أجر الصوم التام؛ ولم يحصل لهم من الأجر ما حصل للمفطرين؛ وليس المراد نقص أجر الصوام؛ بل أن المفطرين أجرهم أعظم؛ لقيامهم بوظائف الوقت؛ فاللام للعهد؛ ويحتمل [ ص: 567 ] كونها للجنس؛ وتفيد المبالغة بأن يبلغ أجرهم مبلغا ينغمر فيه أجر الصوام؛ فيجعل كأن الأجر كله للمفطر؛ كما يقال: "زيد الشجاع"؛ وفيه أن الفطر في السفر أولى.

(حم ق ن) ؛ في الصوم؛ (عن أنس ) ؛ ابن مالك .




الخدمات العلمية