الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2973 - "أيما امرئ ولي من أمر المسلمين شيئا؛ لم يحطهم بما يحوط نفسه؛ لم يرح رائحة الجنة" ؛ (عق)؛ عن ابن عباس ؛ (ح) .

التالي السابق


(أيما امرئ) ؛ بكسر الراء؛ ( ولي من أمر المسلمين شيئا؛ لم يحطهم) ؛ بفتح؛ فضم؛ أي: يكلأهم ؛ ويحفظهم؛ ويصنهم؛ ويذب عنهم؛ والاسم: "الحياطة"؛ يقال: "حاطه"؛ إذا استولى عليه؛ (بما يحوط به نفسه) ؛ أي: بالذي يحفظ به نفسه؛ ويصونها؛ فالمراد: لم يعاملهم بما يحب أن يعامل به نفسه من نحو بذل؛ ونصح؛ ونفقة؛ وغيرها؛ (لم يرح رائحة الجنة) ؛ حين يجد [ ص: 148 ] ريحها الإمام العادل؛ الحافظ لما استحفظ؛ لا أنه لم يجده أبدا؛ قال الحرالي : و"الولاية": القيام بالأمر عن وصلة واصلة؛ قال أبو مسلم الخولاني لمعاوية : لا تحسب أن الخلافة جمع المال وتفريقه؛ إنما هي القول بالحق؛ والعمل بالمعدلة؛ وأخذ الناس في ذات الله ؛ وقال العارف ابن عربي : "الإمارة"؛ ابتلاء؛ لا تشريف؛ ولو كانت تشريفا؛ بقيت مع صاحبها في الآخرة؛ في دار السعداء؛ ولو كانت تشريفا ما قيل له: ولا تتبع الهوى ؛ فحجر عليه؛ والتحجير ابتلاء؛ والتشريف إطلاق؛ ويتحكم في العالم من أسعده الله به؛ ومن أشقاه من المؤمنين؛ ومع ذلك أمر بالحق أن يسمع له؛ ويطيع؛ وهذه حالة ابتلاء؛ لا شرف؛ فإنه في حركاته فيها على حذر؛ وقدم غرور؛ ولهذا تكون يوم القيامة ندامة.

(عق؛ عن ابن عباس ) ؛ قضية كلام المصنف أن العقيلي خرجه ساكتا عليه؛ والأمر بخلافه؛ فإنه ساقه من حديث إسماعيل بن شبيب الطائفي ؛ وقال: أحاديثه مناكير؛ غير محفوظة؛ وأقره عليه في اللسان.




الخدمات العلمية