الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3382 - "توبوا إلى الله (تعالى)؛ فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة" ؛ (خد)؛ عن ابن عمر ؛ (ح) .

التالي السابق


( توبوا إلى الله) ؛ أيها المؤمنون؛ وإن كنتم من الكاملين؛ قياما بحق العبودية ؛ إعظاما لمنصب الربوبية؛ لا رغبة في الثواب؛ ولا رهبة من العقاب؛ قال العلائي : التوبة: الاستغفار الذي كان يكثر منه؛ (فإني أتوب إليه كل يوم) ؛ امتثالا لقوله (تعالى): وتوبوا إلى الله جميعا ؛ أمرهم مع طاعتهم بالتوبة؛ لئلا يعجبوا بطاعتهم؛ فيصير عجبهم حجبهم؛ فساوى فيه الطائع؛ العاصي؛ ووصفهم بالإيمان؛ لئلا تتمزق قلوبهم من خوف الهجران؛ فتوبة العوام من الذنوب؛ وتوبة الخواص من غفلة القلوب؛ وتوبة خواص الخواص مما سوى المحبوب؛ فذنب كل عبد بحسبه؛ لأن أصل معنى الذنب أدنى مقام العبد؛ وكل ذي مقام أعلاه أحسنه؛ وأدناه ذنبه؛ ولذلك في كل مقام توبة؛ حتى ترتفع التوبة عن التوبة؛ ويكمل الوجود والشهود؛ ذكره الحرالي ؛ (مائة مرة) ؛ ذكر المائة هنا؛ والسبعين في رواية أخرى؛ عبارة عن الكثرة؛ لا للتحديد؛ ولا للغاية؛ كما يدل عليه [ ص: 275 ] إن تستغفر لهم سبعين مرة ؛ إذ لو استغفر لهم مدة حياته؛ لم يغفر لهم؛ لأنهم كفار به؛ فالمراد هنا: أتوب إليه دائما أبدا؛ وتوبته ليست عن ذنب؛ كما تقرر؛ بل لكونه دائما في الترقي؛ فكل مرتبة ارتقى إليها؛ فما دونها ذنب؛ يستغفر منه.

(خد؛ عن ابن عمر ) ؛ ابن الخطاب ؛ ظاهر صنيع المصنف أن ذا لا يوجد في أحد الصحيحين؛ وإلا لما عدل عنه؛ على القانون المعروف؛ وهو ذهول؛ فقد خرجه مسلم ؛ في الدعوات؛ من حديث الأغر المزني ؛ الصحابي.




الخدمات العلمية