الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2849 - "ألا أحدثكم بما يدخلكم الجنة؟ ضرب بالسيف؛ وطعام الضيف؛ واهتمام بمواقيت الصلاة ؛ وإسباغ الطهور في الليلة القرة؛ وإطعام الطعام على حبه"؛ ابن عساكر ؛ عن أبي هريرة ؛ (ح) .

التالي السابق


(ألا) ؛ قال الطيبي : صدر الجملة بالكلمة التي هي من طلائع القسم؛ إيذانا بعظم المحدث به؛ (أحدثكم بما) ؛ أي: بالعمل الذي؛ (يدخلكم الجنة؟) ؛ قالوا: بلى يا رسول الله؛ حدثنا؛ قال: ( ضرب بالسيف) ؛ أي: قتال به؛ في سبيل الله ؛ لإعلاء كلمة الله؛ ( وطعام الضيف) ؛ لوجه الله ؛ لا رياء وسمعة؛ كما يفعله كثير الآن؛ (واهتمام بمواقيت الصلاة) ؛ أي: بدخول أوقات الصلاة؛ لإيقاع الصلاة أول وقتها ؛ يقال: "اهتم الرجل بالأمر"؛ قام به؛ ويطلق الهم والاهتمام على العزم القوي؛ و"المواقيت"؛ جمع "ميقات"؛ وهو الوقت؛ وهو مقدار من الزمان؛ مفروض لأمر ما؛ وكل شيء قدرت له حينا؛ فقد وقته توقيتا؛ ( وإسباغ الطهور ) ؛ أي: إتمام الوضوء؛ أو الغسل؛ قال في الصحاح: "شيء سابغ"؛ أي: كامل واف؛ و"سبغت النعمة"؛ اتسعت؛ و"أسبغ الله عليه النعمة"؛ أتمها؛ و"إسباغ الوضوء"؛ إتمامه؛ قال الزمخشري : ومن المجاز: "أسبغ وضوءه"؛ (في الليلة القرة) ؛ بالتشديد؛ أي: [ ص: 99 ] الشديدة البرد؛ قال في الصحاح: "ليلة قارة؛ وقرة"؛ بالفتح؛ أي: باردة؛ و"يوم قار؛ وقر"؛ بالفتح: بارد؛ و"القرة"؛ بالكسر: البرد؛ ( وإطعام الطعام على حبه ) ؛ قال (تعالى): ويطعمون الطعام على حبه ؛ أي: مع حب الطعام؛ أو شهوته؛ أو عزته؛ لقلته وحاجتهم؛ وقيل: على حب الله (تعالى) .

( ابن عساكر ) ؛ في التاريخ؛ (عن أبي هريرة ) .




الخدمات العلمية