الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2618 - "إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة ؛ (حم ق د ن هـ)؛ عن عمر ؛ (صح) .

التالي السابق


(إنما يلبس الحرير في الدنيا) ؛ لفظ عربي؛ يسمى به لخلوصه؛ إذ يقال لكل أمر خالص محرر؛ وقيل: فارسي معرب؛ (من) ؛ أي: مكلف؛ وكلمة "من"؛ هذه تدل على العموم؛ فتشمل الإناث؛ لكنه مخصوص بالرجال؛ بأدلة خارجية؛ (لا خلاق) ؛ أي: نصيب؛ (له في الآخرة) ؛ يعني: من لا حظ ولا نصيب له من لبس الحرير في الآخرة؛ فعدم نصيبه كناية عن عدم دخوله الجنة؛ ولباسهم فيها حرير ؛ وهذا إن استحل؛ وإلا فهو تهويل وزجر؛ قال الكرماني : وربما يتوهم أن فيه دليلا لحل لبسه للكافر؛ وهو باطل؛ إذ ليس في الحديث الإذن له في لبسه؛ وهو مخاطب بالفروع؛ فيحرم عليه كالمسلم؛ قال الحرالي : و"الخلاق": الحظ اللائق بالخلق؛ والخلق؛ وقال الراغب : "الخلاق": ما اكتسبه الإنسان من الفضيلة بخلقه؛ وقال الزمخشري : "الخلاق": النصيب؛ وهو كمال خلق الإنسان؛ أي: ما قدر له من خير؛ كما قيل له "قسم"؛ لأنه قسم ونصيب؛ لأنه نصب؛ أي: أثبت؛ أهـ.

(حم ق د ن هـ) ؛ عن عبد الله بن عمر ؛ عن أبيه؛ ( عمر ) ؛ ابن الخطاب ؛ حدث عبد الله أن أباه رأى حلة سيراء عند باب المسجد؛ فقال عمر : يا رسول الله؛ لولا اشتريت هذه؛ فلبستها يوم الجمعة؛ وللوفد إذا قدم عليك ؟ فذكره.




الخدمات العلمية