الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2704 - "أنا دار الحكمة؛ وعلي بابها" ؛ (ت)؛ عن علي .

التالي السابق


(أنا دار الحكمة) ؛ وفي رواية: "أنا مدينة الحكمة" ؛ ( وعلي بابها) ؛ أي: علي بن أبي طالب ؛ هو الباب الذي يدخل منه إلى الحكمة؛ فناهيك بهذه المرتبة؛ ما أسناها! وهذه المنقبة؛ ما أعلاها! ومن زعم أن المراد بقوله: " وعلي بابها"؛ أنه مرتفع؛ من "العلو"؛ وهو الارتفاع؛ فقد تنحل لغرضه الفاسد بما لا يجزيه؛ ولا يسمنه ولا يغنيه؛ أخرج أبو نعيم عن ترجمان القرآن؛ مرفوعا: "ما أنزل الله - عز وجل - يا أيها الذين آمنوا ؛ إلا وعلي رأسها؛ وأميرها ؛ وأخرج عن ابن مسعود قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فسئل عن علي - كرم الله وجهه -؛ فقال: "قسمت الحكمة عشرة أجزاء؛ فأعطي علي تسعة أجزاء؛ والناس جزءا واحدا" ؛ وعنه أيضا: "أنزل القرآن على سبعة أحرف؛ ما منها حرف إلا وله بطن؛ وظهر؛ وأما علي فعنده منه علم الظاهر والباطن" ؛ وأخرج أيضا عن سيد المرسلين وإمام المتقين: "أنا سيد ولد آدم؛ وعلي سيد العرب" ؛ وأخرج أيضا: "علي راية الهدى" ؛ وأخرج أيضا: "يا علي ؛ إن الله أمرني أن أدنيك؛ وأعلمك لتعي" ؛ فأنزلت عليه هذه الآية: وتعيها أذن واعية ؛ وأخرج عن ابن عباس : كنا نتحدث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلى علي - كرم الله وجهه - سبعين عهدا؛ لم يعهده إلى غيره ؛ والأخبار في هذا الباب لا تكاد تحصى.

(ت) ؛ عن إسماعيل بن موسى الفزاري ؛ عن محمد بن عمر الرومي ؛ عن شريك ؛ عن سلمة بن كهيل ؛ عن سويد بن غفلة ؛ عن أبي عبد ؛ والضياء ؛ (عن علي ) ؛ أمير المؤمنين ؛ وقال: غريب؛ وزعم القزويني كابن الجوزي وضعه؛ وأطال العلاء في رده؛ وقال: لم يأت أبو الفرج ولا غيره بعلة فادحة في هذا الخبر؛ سوى دعوى الوضع؛ دفعا بالصدر؛ وسئل عنه الحافظ ابن حجر في فتاويه؛ فقال: هذا حديث صححه الحاكم ؛ وذكره ابن الجوزي في الموضوعات؛ وقال: إنه كذب؛ والصواب خلاف قولهما معا؛ وأنه من قسم الحسن؛ لا يرتقي إلى الصحة؛ ولا ينحط إلى الكذب؛ قال: وبيانه يستدعي طولا؛ لكن هذا هو المعتمد؛ أهـ.




الخدمات العلمية