الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2723 - "أنزل الله جبريل في أحسن ما كان يأتيني في صورة؛ فقال: إن الله (تعالى) يقرئك السلام يا محمد ! ويقول لك: إني أوحيت إلى الدنيا أن تمرري وتكدري وتضيقي وتشددي على أوليائي؛ كي يحبوا لقائي؛ فإني خلقتها سجنا لأوليائي؛ وجنة لأعدائي"؛ (هب)؛ عن قتادة بن النعمان ؛ (ض) .

التالي السابق


( أنزل الله جبريل في أحسن ما كان يأتيني في صورة ؛ فقال: إن الله - تعالى - يقرئك السلام يا محمد ؛ ويقول لك: إني قد أوحيت إلى الدنيا) ؛ وحي إلهام؛ (أن تمرري وتكدري وتضيقي وتشددي على أوليائي؛ كي يحبوا لقائي) ؛ أي: لأجل محبتهم إياه؛ (فإني خلقتها) ؛ فيه التفات من الحضور إلى الغيبة؛ إذ الأصل: "خلقتك"؛ (سجنا لأوليائي؛ وجنة لأعدائي) ؛ أي: الكفار؛ فإنه - سبحانه وتعالى - يبتلي بها خواص عباده؛ ويضيقها عليهم؛ غيرة عليهم؛ فهم منها سالمون؛ ويزيل عنهم كراهة الموت؛ بلطائف يحدثها لهم؛ حتى يسأموا الحياة؛ كما فعل بإبراهيم الخليل - عليه الصلاة والسلام - حين جاءه ملك الموت ليقبض روحه؛ فبكى إبراهيم - عليه السلام -؛ فعاد إليه في صورة شيخ هرم؛ يأكل العنب؛ وماؤه يسيل على لحيته؛ فسأله إبراهيم - عليه السلام - عن عمره؛ فذكر مثل سنه؛ فاشتهى الموت؛ فقبضه.

(هب؛ عن قتادة بن النعمان ) ؛ بضم النون؛ الظفري البدري ؛ وقضية كلام المصنف أن البيهقي خرجه وسكت عليه؛ والأمر بخلافه؛ بل تعقبه بما نصه: لم نكتبه إلا بهذا الإسناد؛ وفيهم مجاهيل؛ أهـ.




الخدمات العلمية