الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2746 - "أنفق يا بلال ؛ ولا تخش من ذي العرش إقلالا" ؛ البزار ؛ عن بلال ؛ وعن أبي هريرة ؛ (طب)؛ عن ابن مسعود ؛ (ح) .

التالي السابق


(أنفق) ؛ بفتح الهمزة؛ أمر بالإنفاق؛ (يا بلال ؛ ولا تخش من ذي العرش) ؛ قيد للنفي؛ (إقلالا) ؛ فقرا؛ من "قل"؛ بمعنى: افتقر؛ وهو في الأصل بمعنى: صار ذا قلة؛ وما أحسن من ذي العرش في هذا المقام؛ أي: أتخاف أن يضيع مثلك من هو مدبر الأمر من السماء؛ إلى الأرض؟! كلا؛ قال الطيبي : الذي يقتضيه مراعاة السجع أن يوقف على " بلال "؛ و"إقلال"؛ بغير ألف؛ وإن كتب بالألف؛ ليزدوجا؛ كما في قولهم: "آتيك بالغدايا؛ والعشايا"؛ وقوله: "ارجعن مأزورات؛ غير مأجورات" ؛ أهـ؛ وإنما أمره بذلك لأنه (تعالى) وعد على الإنفاق خلفا في الدنيا؛ وثوابا في العقبى ؛ فمن أمسك عن الإنفاق خوف الفقر؛ فكأنه لم يصدق الله؛ ورسوله؛ قال الطيبي : وما أحسن ذكر العرش في هذا المقام! قال الغزالي : قال سفيان : ليس للشيطان سلاح كخوف الفقر؛ فإذا قبل ذلك منه؛ أخذ بالباطل؛ ومنع من الحق؛ وتكلم بالهوى؛ وظن بربه ظن السوء؛ وخرج الحاكم من حديث أبي سعيد الخدري ؛ عن بلال ؛ يرفعه: "يا بلال ؛ الق الله فقيرا؛ ولا تلقه غنيا"؛ قال: [قلت: وكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال:] "إذا رزقت؛ فلا تمنع"؛ قال: وكيف لي بذلك؟ قال: "ذاك؛ وإلا فالنار" ؛ قال المؤلف؛ في مختصر الموضوعات: وهذه الأحاديث كانت في صدر الإسلام؛ حين كان الادخار ممنوعا؛ والضيافة واجبة؛ ثم نسخ الأمران؛ وإنما يدخل الدخيل على كثير من الناس لعدم علمهم بالنسخ.

( البزار ) ؛ في مسنده؛ (عن بلال ) ؛ المؤذن ؛ قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي صبر من تمر؛ فقال: "فما هذا؟"؛ فقلت: ادخرناه لشتائنا؛ قال: "أما تخاف أن ترى له بخارا في جهنم؟! أنفق..." ؛ إلخ؛ قال الهيثمي : إسناده حسن؛ (طب؛ عن ابن مسعود ) ؛ قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على بلال وعنده صبر؛ فقال: "ما هذا؟"؛ قال: أعددته لأضيافك ؛ فذكره؛ قال الهيثمي : قال: رواه بإسنادين أحدهما حسن؛ وفي الآخر قيس بن الربيع ؛ وفيه كلام؛ وبقية رجاله ثقات؛ ورواه أيضا عن أبي هريرة ؛ وفيه مبارك بن فضيلة ؛ وبقية رجاله رجال الصحيح؛ انتهى؛ وأطلق الحافظ العراقي أن الحديث ضعيف؛ من جميع طرقه؛ لكن قال تلميذه الحافظ ابن حجر في زوائد البزار : إسناد حديثه حسن.




الخدمات العلمية