الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2772 - "أهون أهل النار عذابا يوم القيامة؛ رجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان؛ يغلي منهما دماغه" ؛ (م)؛ عن النعمان بن بشير .

التالي السابق


( أهون أهل النار عذابا ) ؛ أي: أيسرهم؛ وأدونهم فيه؛ (يوم القيامة رجل) ؛ لفظ رواية مسلم : "لرجل"؛ أي: هو أبو طالب؛ كما يجيء؛ (يوضع في أخمص قدميه جمرتان) ؛ تثنية "جمرة"؛ وهي القطعة من النار الملتهبة؛ (يغلي منهما دماغه) ؛ وفي رواية للبخاري : "يغلي منهما أم دماغه" ؛ قال الداودي : المراد: أم رأسه؛ وأطلق على الرأس "أم الدماغ"؛ من تسمية الشيء مما يجاوره؛ وفي رواية ابن إسحاق : "يغلي منه دماغه؛ حتى يسيل على قدميه" ؛ وحكمة انتعاله بهما أنه كان مع المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بجملته؛ لكنه كان مثبتا لقدميه على ملة عبد المطلب ؛ حتى قال عند الموت: هو على ملة عبد المطلب ؛ فسلط العذاب على قدميه؛ فقط؛ لتثبيته إياهما على ملة آبائه الضالين؛ قال الغزالي : انظر إلى من خفف عليه؛ واعتبر به؛ فكيف من شدد عليه؟! ومهما شككت في شدة عذاب النار؛ فقرب أصبعك منها؛ وقس ذلك به؛ انتهى؛ وتمسك به من ذهب إلى أن الحسنات تخفف عن الكافر؛ وقال البيهقي : ولمن ذهب لمقابله أن يقول: خبر أبي طالب خاص؛ والتخفيف عنه بما صنع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ تطييبا لقلبه؛ وثوابا له في نفسه؛ لا لأبي طالب ؛ فإن حسناته أحبطت بموته كافرا.

(م؛ عن النعمان بن بشير ) ؛ الأنصاري ؛ لكن لفظ رواية مسلم من حديث النعمان : "إن أهون"؛ وإنما قال: "أهون"؛ في حديث ابن عباس الآتي؛ فهذا مما لم يحرر المؤلف فيه التخريج.




الخدمات العلمية