الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2789 - "أوصيك أن تستحي من الله (تعالى)؛ كما تستحي من الرجل الصالح من قومك" ؛ الحسن بن سفيان ؛ (طب هب)؛ عن سعيد بن يزيد بن الأزور ؛ (ح) .

التالي السابق


(أوصيك أن تستحي من الله؛ كما تستحي من الرجل الصالح من قومك) ؛ قال ابن جرير : هذا أبلغ موعظة؛ وأبين دلالة؛ بأوجز إيجاز؛ وأوضح بيان؛ إذ لا أحد من الفسقة إلا وهو يستحي من عمل القبيح عن أعين أهل الصلاح؛ وذوي الهيئات والفضل أن يراه وهو فاعله؛ والله مطلع على جميع أفعال خلقه؛ فالعبد إذا استحى من ربه استحياءه من رجل صالح من قومه؛ تجنب جميع المعاصي الظاهرة؛ والباطنة؛ فيا لها من وصية ما أبلغها! وموعظة ما أجمعها!

(تنبيه) :

قال الراغب : حق الإنسان إذا هم بقبيح أن يتصور أحدا من نفسه كأنه يراه؛ فالإنسان يستحي ممن يكبر في نفسه؛ ولذلك لا يستحي من الحيوان؛ ولا من الأطفال؛ ولا من الذين لا يميزون؛ ويستحي من العالم؛ أكثر مما يستحي من الجاهل؛ ومن الجماعة؛ أكثر مما يستحي من الواحد؛ والذين يستحي منهم الإنسان ثلاثة: البشر؛ ثم نفسه؛ ثم الله (تعالى)؛ ومن استحى من الناس؛ ولم يستحي من نفسه؛ فنفسه عنده أخس من غيره؛ ومن استحى منها ولم يستح من الله؛ فلعدم معرفته بالله؛ ففي ضمن الحديث حث على معرفة الله (تعالى) .

( الحسن بن سفيان ) ؛ في جزئه؛ (طب هب) ؛ كلهم؛ (عن سعيد بن يزيد بن الأزور ) ؛ الأزدي ؛ قال الذهبي : روى عنه أبو الخير اليزني ؛ وزعم أن له صحبة؛ أهـ؛ قال: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أوصني؛ فذكره؛ قال الهيثمي : رجاله وثقوا على ضعف فيهم.




الخدمات العلمية