الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2857 - "ألا أخبركم بخيركم من شركم؟ خيركم من يرجى خيره؛ ويؤمن شره ؛ وشركم من لا يرجى خيره؛ ولا يؤمن شره"؛ (حم ت حب)؛ عن أبي هريرة ؛ (ح) .

التالي السابق


(ألا أخبركم بخيركم من شركم؟) ؛ قال الطيبي : "من شركم"؛ حال؛ أي: أخبركم بخيركم؛ مميزا من شركم؛ أهـ؛ والمراد: أخبركم بما يميز بين الفريقين؛ قالوا: بلى؛ قال: ( خيركم من يرجى خيره؛ ويؤمن شره ) ؛ أي: من يؤمل الناس الخير من جهته؛ ويأمنون الشر من جهته؛ ( وشركم من لا يرجى خيره؛ ولا يؤمن شره) ؛ أي: وشركم من لا يؤمل الناس حصول الخير لهم من جهته؛ ولا يأمنون من شره؛ قال الطيبي : التقسيم العقلي يقتضي أربعة أقسام؛ ذكر قسمين؛ ترغيبا؛ وترهيبا؛ وترك الآخرين؛ إذ لا ترغيب؛ ولا ترهيب فيهما؛ قال الماوردي : يشير بهذا الحديث إلى أن عدل الإنسان مع أكفائه واجب؛ وذلك يكون بثلاثة أشياء: ترك الاستطالة؛ ومجانبة الإذلال؛ وكف الأذى؛ لأن ترك الاستطالة آلف؛ ومجانبة الإذلال أعطف؛ وكف الأذى أنصف؛ وهذه أمور إن لم تخلص في الأكفاء؛ أسرع فيهم تقاطع الأعداء؛ ففسدوا؛ وأفسدوا؛ إلى هنا كلامه.

(حم ت حب؛ عن أبي هريرة ) ؛ قال: وقف النبي - صلى الله عليه وسلم - على ناس جلوس؛ فقال: "ألا أخبركم بخيركم؛ من شركم؟"؛ فسكتوا؛ فقال ثلاثا؛ فقال له رجل: يا رسول الله؛ أخبرنا؛ فذكره؛ لما توهموا معنى التمييز؛ تخوفوا من الفضيحة؛ فسكتوا؛ حتى قالها ثلاثا؛ فأبرز البيان في معرض العموم؛ لئلا يفتضحوا؛ قال الذهبي في المهذب: سنده جيد؛ وفي الباب أنس ؛ وغيره.




الخدمات العلمية