الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2904 - "إياكم وكثرة الحلف في البيع؛ فإنه ينفق؛ ثم يمحق" ؛ (حم م ن هـ)؛ عن أبي قتادة ؛ (صح) .

التالي السابق


(إياكم) ؛ نصب على التحذير؛ (وكثرة الحلف في البيع) ؛ أي: توقوا إكثاره؛ فهو للزجر والتحذير؛ على حد "إياك والأسد"؛ أي: باعد نفسك عنه؛ واحذره؛ وتقييده بالكثرة يؤذن بأن المراد النهي عن إكثار الأيمان؛ ولو صادقة ؛ لأن الكثرة مظنة الوقوع في الكذب؛ كالواقع حول الحمى؛ يوشك أن يقع فيه؛ مع ما فيه من ذكر الله؛ لا على جهة تعظيمه؛ بل تعظيم السلعة؛ فالحلف لها؛ لا له؛ أما الكاذبة؛ فحرام؛ وإن قلت؛ (فإنه) ؛ تعليل لما قبله؛ (ينفق) ؛ أي: يروج البيع؛ (ثم يمحق) ؛ بفتح حرف المضارعة؛ أي: يذهب بركته؛ بوجه ما؛ من تلف؛ أو صرف فيما لا ينفع؛ قال الطيبي : "ثم"؛ للتراخي في الزمن؛ يعني: وإن أنفق اليمين المبيع حالا؛ فإنه يذهب بالبركة مآلا؛ ويحتمل كونها للتراخي في الرتبة؛ أي: إن محقه لبركته أبلغ حينئذ من الإنفاق؛ والمراد من محق البركة عدم النفع به؛ دنيا؛ أو دينا؛ حالا؛ أو مآلا؛ أو أعم.

(حم م ن هـ) ؛ كلهم في البيع؛ (عن أبي قتادة ) ؛ الأنصاري ؛ ولم يخرجه بهذا اللفظ البخاري .




الخدمات العلمية