الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2917 - "إياكم ومحقرات الذنوب؛ فإنهن يجتمعن على الرجل؛ حتى يهلكنه ؛ كرجل كان بأرض فلاة؛ فحضر صنيع القوم؛ فجعل الرجل يجيء بالعود؛ والرجل يجيء بالعود؛ حتى جمعوا من ذلك سوادا؛ وأججوا نارا؛ فأنضجوا ما فيها"؛ (حم طب)؛ عن ابن مسعود ؛ (ح) .

التالي السابق


(إياكم ومحقرات الذنوب؛ فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه؛ كرجل كان بأرض فلاة) ؛ ذكر الأرض؛ أو الفلاة مقحم؛ (فحضر صنيع القوم؛ فجعل الرجل يجيء بالعود؛ والرجل يجيء بالعود؛ حتى جمعوا من ذلك سوادا؛ وأججوا نارا؛ فأنضجوا ما فيها) ؛ قال الغزالي : وتواتر الصغائر عظيم التأثير في سواد القلب؛ وهو كتواتر قطرات الماء على الحجر؛ فإنه يحدث فيه حفرة لا محالة؛ مع لين الماء؛ وصلابة الحجر؛ قال العلائي : أخذ من كلام حجة الإسلام أن مقصود الحديث الحث على عدم التهاون بالصغائر ؛ ومحاسبة النفس عليها؛ وعدم الغفلة عنها؛ فإن في إهمالها هلاكه؛ بل ربما تغلب الغفلة على الإنسان؛ فيفرح بالصغيرة؛ ويتحجج بها؛ ويعد التمكن منها نعمة؛ غافلا عن كونها - وإن صغرت - سببا للشقاوة؛ حتى إن من المذنبين من يتمدح بذنبه؛ لشدة فرحه بمفارقته؛ فيقول: أما رأيتني كيف مزقت عرضه؟! ويقول المناظر: أما رأيتني كيف فضحته وذكرت مساوئه؛ حتى أخجلته؟! وكيف استخففت به وحقرته؟! ويقول التاجر: أما رأيت كيف روجت عليه الزائف؟! وكيف خدعته وغبنته؟! وذلك وأمثاله من المهلكات.

(حم طب؛ عن ابن مسعود ) ؛ قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح؛ غير عمران القطان ؛ وقد وثق؛ أهـ؛ وقال الحافظ العراقي : إسناده جيد؛ وقال العلائي : حديث جيد على شرط الشيخين؛ وقال ابن حجر : سنده حسن.




الخدمات العلمية