الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2920 - "إياكم والتمادح؛ فإنه الذبح"؛ (هـ)؛ عن معاوية ؛ (ض) .

التالي السابق


(إياكم والتمادح) ؛ وفي رواية: "والمدح"؛ (فإنه الذبح) ؛ لما فيه من الآفة في دين المادح؛ والممدوح؛ وسماه ذبحا لأنه يميت القلب؛ فيخرج من دينه؛ وفيه ذبح للممدوح؛ فإنه يغره بأحواله؛ ويغريه بالعجب والكبر؛ ويرى نفسه أهلا للمدحة؛ سيما إذا كان من أبناء الدنيا؛ أصحاب النفوس؛ وعبيد الهوى؛ وفي رواية: "فإنه من الذبح" ؛ وذلك لأن المذبوح هو الذي يفتر عن العمل؛ والمدح يوجب الفتور؛ أو لأن المدح يورث العجب والكبر ؛ وهو مهلك كالذبح؛ فلذلك شبه به؛ قال الغزالي - رحمه الله -: فمن صنع بك معروفا؛ فإن كان ممن يحب الشكر والثناء؛ فلا تمدحه؛ لأن قضاء حقه ألا تقره على الظلم؛ وطلبه للشكر ظلم؛ وإلا؛ فأظهر شكره؛ ليزداد رغبة في الخير؛ وأما ما مدح به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فقد أرشد إلى ما يجوز من ذلك بقوله: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى " ؛ أهـ؛ ويستثنى منه أيضا ما جاء عن المعصوم؛ كالألفاظ التي وصف بها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه؛ كقوله: "نعم العبد عبد الله !".

(هـ؛ عن معاوية ) ؛ ابن أبي سفيان ؛ ورواه عنه أيضا أحمد ؛ وابن منيع ؛ والحارث ؛ والديلمي .




الخدمات العلمية