الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2999 - "أيما مسلم رمى بسهم في سبيل الله؛ فبلغ مخطئا؛ أو مصيبا ؛ فله من الأجر كرقبة أعتقها من ولد إسماعيل ؛ وأيما رجل شاب في سبيل الله؛ فهو له نور؛ وأيما رجل أعتق رجلا مسلما؛ فكل عضو من المعتق بعضو من المعتق فداء له من النار؛ وأيما رجل قام وهو يريد الصلاة؛ فأفضى الوضوء إلى أماكنه؛ سلم من كل ذنب وخطيئة هي له؛ فإن قام إلى الصلاة؛ رفعه الله (تعالى) بها درجة؛ وإن رقد؛ رقد سالما "؛ (طب)؛ عن عمرو بن عبسة ؛ (ض) .

التالي السابق


(أيما مسلم رمى بسهم في سبيل الله ) ؛ أي: في الجهاد؛ لإعلاء كلمة الله؛ (فبلغ) ؛ إلى العدو؛ (مخطئا؛ أو مصيبا؛ فله من الأجر كرقبة) ؛ أي: مثل أجر نسمة؛ (أعتقها من ولد إسماعيل ) ؛ ابن إبراهيم الخليل - عليه السلام -؛ (وأيما رجل شاب في سبيل الله) ؛ أي: في الجهاد؛ أو في الرباط؛ يعني: من هول ذلك؛ ويحتمل أن المراد داوم على الجهاد حتى أسن؛ (فهو له نور) ؛ أي: فالشيب نور له؛ فإن قلت: ورد في غير ما خبر أن الشيب نور لكل مؤمن؛ فما الذي تميز به هذا المجاهد؟ قلت: فالشيب في نفسه نور لكل مؤمن؛ كما في حديث؛ فالحاصل لهذا الرجل نور على نور؛ (وأيما رجل أعتق رجلا مسلما ؛ فكل عضو من المعتق) ؛ بكسر التاء؛ (بعضو من المعتق) ؛ بفتحها؛ (فداء من النار) ؛ أي: يجعله الله له فداء من نار جهنم؛ والمرأة مثل الرجل؛ (وأيما رجل قام) ؛ أي: هب من نومه؛ أو تحول من مقعده؛ (وهو) ؛ أي: والحال أنه؛ (يريد الصلاة) ؛ يعني التهجد ؛ (فأفضى الوضوء إلى أماكنه؛ سلم من كل ذنب؛ وخطيئة هي له؛ فإن قام إلى الصلاة؛ رفعه الله بها درجة) ؛ أي: منزلة عالية في الجنة؛ (وإن رقد) ؛ بعد ذلك؛ (رقد سالما ) ؛ من الذنوب؛ والبلايا؛ لحفظ الله له؛ ورضاه عنه.

(طب؛ عن عمرو بن عبسة ) ؛ ابن عامر؛ أو ابن خالد السلمي .




الخدمات العلمية