الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3013 - "أيها الناس؛ عليكم بالقصد؛ عليكم بالقصد؛ فإن الله (تعالى) لا يمل حتى تملوا" ؛ (هـ ع حب)؛ عن جابر ؛ (صح) .

التالي السابق


(أيها الناس؛ عليكم بالقصد) ؛ أي: الزموا السداد؛ والتوسط بين طرفي الإفراط؛ والتفريط ؛ (عليكم بالقصد) ؛ كرره للتأكيد؛ قال الحكماء: الفضائل هيئات متوسطة بين فضيلتين؛ كما أن الخير متوسط بين رذيلتين؛ فما جاوز التوسط؛ خرج عن حد الفضيلة؛ وقال حكيم للإسكندر : أيها الملك؛ عليك بالاعتدال في كل الأمور؛ فإن الزيادة عيب؛ والنقصان عجز؛ (فإن الله - تعالى - لا يمل حتى تملوا) ؛ بفتح الميم فيهما؛ و"الملال": فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة شيء؛ فيورث الكلال في الفعل؛ والإعراض عنه؛ وهذا مستحيل في حقه؛ فإسناد الملال إليه - تقدس - على طريق المشاكلة؛ من قبيل: وجزاء سيئة سيئة مثلها ؛ أو هو محمول على غايته؛ وهو الإعراض.

(هـ ع حب؛ عن جابر ) ؛ ابن عبد الله .




الخدمات العلمية