الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3103 - "الإيمان بالنية؛ واللسان؛ والهجرة بالنفس؛ والمال" ؛ عبد الخالق بن زاهر الشحاني ؛ في الأربعين؛ عن عمر .

التالي السابق


( الإيمان بالنية؛ واللسان ) ؛ أي: يكون بتصديق القلب؛ والنطق بالشهادتين؛ ( والهجرة) ؛ من بلاد الكفر؛ إلى ديار الإسلام؛ تكون (بالنفس؛ والمال ) ؛ متى تمكن من ذلك؛ فإن لم يتمكن إلا بنفسه فقط؛ هاجر بها؛ لأن الميسور لا يسقط بالمعسور.

(فائدة) : قال القونوي : للإيمان صورة؛ وروح؛ ولكل منهما صفتان؛ ولكل صفة حكمان؛ وصفة صورة الإيمان هي المعبر عنها بقولهم: الإيمان إقرار باللسان؛ وعمل بالأركان؛ وله شرطان معنويان؛ عليهما يتوقف صحة الإقرار والعمل؛ وهما: النية؛ والإخلاص؛ إذ بهما يثبت الانقياد المحقق؛ والتمييز بين [المؤمن؛ و] المنافق؛ ولهذين الشرطين حكمان؛ أحدهما زماني؛ والآخر مكاني؛ فالزماني كأوقات الصلاة؛ وهو اسم الصوم والحج؛ والمكاني استقبال القبلة؛ ووجوب اجتناب الصلاة في البيع المصورة؛ والمواضع النجسة؛ ونحو ذلك؛ وفي الحج يجتمع أحكام الزمان؛ والمكان؛ والتصديق - الذي هو روح الإيمان - ينقسم قسمين: جملي؛ وهو تصديق المخبر الصادق على وجه كلي؛ إما بأمر يجده في نفسه؛ دون سبب خارجي؛ أو يكون الموجب له آية ومعجزة؛ والقسم الآخر تصديق تفصيلي؛ منسحب الحكم على أفراد اختبارات المخبر المصدق؛ وما يتضمنه من الأمور المحكوم بوقوعها؛ ويتبع ذلك رغبة؛ أو رهبة موجبات استحضار ما قرن المخبر الصادق بإخبار أنه من تفاصيل الوعد؛ والوعيد؛ ولهذا الاستحضار درجات.

( عبد الخالق بن زاهر الشحاني ) ؛ بضم المعجمة؛ وإهمال الحاء؛ ثم نون؛ محدث مشهور؛ (في الأربعين؛ عن عمر ) ؛ ابن الخطاب - رضي الله عنه.




الخدمات العلمية