الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3160 - "بلوا أرحامكم؛ ولو بالسلام" ؛ ( البزار )؛ عن ابن عباس ؛ (طب)؛ عن أبي الطفيل ؛ (هب)؛ عن أنس ؛ وسويد بن عمرو .

التالي السابق


( بلوا أرحامكم) ؛ أي: أندوها بما يجب أن تندى به ؛ وواصلوها بما ينبغي أن توصل به؛ (ولو بالسلام) ؛ يقال: "الوصل بلل؛ يوجب الالتصاق؛ والاتصال والهجر يفضي إلى التفتت والانفصال"؛ قال الزمخشري : استعار البلل للوصل؛ كما يستعار اليبس للقطيعة؛ لأن الأشياء تختلط بالنداوة؛ وتتفرق باليبس؛ وقال الطيبي : شبه الرحم بالأرض؛ التي إذا وقع الماء عليها وسقاها حق سقيها؛ أزهرت؛ ورئيت فيها النضارة؛ فأثمرت المحبة والصفاء؛ وإذا تركت بغير سقي؛ يبست؛ وبطل نفعها؛ فلا تثمر إلا البغض والجفاء؛ ومنه قولهم: "سنة جماد"؛ أي: لا مطر فيها؛ و"ناقة جماد"؛ أي: لا لبن فيها؛ وقال الزين العراقي : بين به أن الصلة والقطيعة درجات؛ فأدنى الصلة: ترك الهجر؛ وصلتها بالكلام؛ ولو بالسلام؛ ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة؛ فمنها واجب؛ ومنها مندوب.

( البزار ) ؛ في مسنده؛ (عن ابن عباس ) ؛ قال الهيثمي : فيه يزيد بن عبد الله بن البراء الغنوي ؛ وهو ضعيف؛ (طب؛ عن أبي الطفيل ) ؛ بضم المهملة؛ عامر بن واثلة ؛ بمثلثة مكسورة؛ الليثي الكناني ؛ ولد عام "أحد"؛ وكان من شيعة علي ؛ قال الهيثمي : فيه راو لم يسم؛ (هب؛ عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ ( وسويد ) ؛ بضم المهملة؛ ( ابن عمرو ) ؛ الأنصاري ؛ قتل يوم "مؤتة"؛ قال البخاري : طرقه كلها ضعيفة؛ ويقوي بعضها بعضا.




الخدمات العلمية