الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3269 - "تخيروا لنطفكم؛ فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن؛ وأخواتهن" ؛ (عد)؛ وابن عساكر ؛ عن عائشة ؛ (ض) .

التالي السابق


( تخيروا لنطفكم) ؛ أي: لا تضعوا نطفكم إلا في أصل طاهر ؛ (فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن) ؛ أي: غالبا.

(تنبيه) :

قال الحكماء: ينبغي للرجل أن يقصد بالتزوج حفظ النسل؛ والتحصين؛ ونظام المنزل؛ وحفظ المال؛ لا مجرد نحو شهوة؛ والمطلوب في الزوجة العقل والعفة؛ والحياء؛ فهذه أصول الصفات المطلوبة؛ إذ الفطانة ومعرفة مصالح المنزل من فروع العقل؛ ورقة القلب وطيب الكلام وطاعة الزوج وخدمته من فروع العفة؛ والستر والبر وإخفاء الفوت وعدم الميل للزوج لنحو تهنئة وتعزية أو حمام؛ من فروع الحياء؛ وبعد الدخول ينبغي أن يراعى إيقاع الهيبة في نفسها؛ بإظهار الفضائل؛ وستر العيوب؛ والانبساط؛ فإن اطلاعها عليها يوجب الاستخفاف؛ وكثرة الانبساط توجب الجرأة؛ والتهاون في الطاعة.

(عد؛ وابن عساكر ) ؛ في التاريخ؛ (عن عائشة ) - رضي الله عنها - قال ابن الجوزي : حديث لا يصح؛ فيه عيسى بن ميمون ؛ قال ابن حبان : منكر الحديث؛ لا يحتج بروايته؛ وقال الخطيب - رحمه الله -: حديث غريب؛ وكل طرقه واهية؛ أهـ؛ وقال السخاوي : [في الباب عن أنس ؛ رفعه؛ وكذا عن عمر ؛ بلفظ: "وانتجبوا المناكح؛ وعليكم بذات الأوراك؛ فإنهن أنجب" ، أسنده الديلمي ؛ ولا يصح؛ وفي لفظ عن عمر ؛ مرفوعا؛ كما عند أبي موسى المديني؛ في كتاب "تضييع العمر والأيام": "فانظر في أي نصاب تضع ولدك؛ فإن العرق دساس" ؛ وفي لفظ عن أنس : "تزوجوا في الحجز الصالح؛ فإن العرق دساس" ؛ وكلها ضعيفة]؛ وروى ابن عدي ؛ عن ابن عمرو ؛ مرفوعا: "تخيروا لنطفكم؛ وعليكم بذوات الأوراك؛ فإنهن أنجب" ؛ وهو ضعيف.




الخدمات العلمية