الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3345 - "تفكروا في كل شيء؛ ولا تفكروا في ذات الله (تعالى) ؛ فإن بين السماء السابعة؛ إلى كرسيه سبعة آلاف نور؛ وهو فوق ذلك"؛ أبو الشيخ ؛ في العظمة؛ عن ابن عباس .

التالي السابق


(تفكروا في كل شيء) ؛ استدلالا؛ واعتبارا من التفكر؛ وهو يد النفس التي تنال بها المعلومات؛ كما تنال بيد الجسم المحسوسات؛ قاله الحرالي ؛ وقال الراغب : "الفكرة": قوة مطرقة للعلم إلى المعلوم؛ وهو تخيل عقلي موجود في الإنسان؛ والتفكر جولان تلك القوة بين الخواطر؛ بحسب نظر العقل؛ وقد يقال للتفكر: الفكر؛ وربما ضل الفكر؛ وأخطأ ضلال الرائد وخطاه؛ والتفكر لا يكون إلا فيما له ماهيته مما يصح أن يجعل له صورة في القلب؛ مفهوما؛ فلهذا قال: ( ولا تفكروا في ذات الله ؛ فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور؛ وهو فوق ذلك) ؛ كله؛ قال الديلمي : وفي رواية لابن عباس زيادة: "وإن ملكا من حملة العرش؛ يقال له: إسرافيل ؛ زاوية من زوايا العرش على كاهله؛ قد مرقت قدماه في الأرض السفلى؛ ومرق رأسه من السماء السابعة العليا؛ والخالق أعظم من المخلوق" ؛ قال الفخر الرازي : أشار بهذا الحديث إلى أن من أراد الوصول إلى كنه العظمة؛ وهوية الجلال؛ تحير وتردد؛ بل عمي؛ فإن نور جلال الإلهية يعمي أحداق العقول البشرية؛ وذلك النظر بالكلية في المعرفة؛ يوقع في الضلال؛ والطرفان مذمومان؛ والطريق القويم أن يخوض الإنسان البحث المعتدل؛ ويترك التعمق؛ ومن ثم سميت كلمة الشهادة "كلمة العدل"؛ فإن قيل: كيف أمر الله بالعدل في بحر التوحيد؛ وقد قال: ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ؛ فمن عجز عن العدل فيهن؛ كيف يقدر على العدل في معرفته؟! قلنا: أظهر عجزك في الضعيف؛ وأقدرك على الشريف؛ لتعرف أن الكل منه.

( أبو الشيخ ) ؛ الأصبهاني ؛ (في العظمة) ؛ أي: في كتاب العظمة؛ (عن ابن عباس ) .




الخدمات العلمية