الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3348 - "تفكروا في آلاء الله؛ ولا تفكروا في الله" ؛ أبو الشيخ ؛ (طس عد هب)؛ عن ابن عمر ؛ (ض) .

التالي السابق


( تفكروا في آلاء الله) ؛ أي: أنعمه التي أنعم بها عليكم ؛ قال القاضي : والتفكر فيها أفضل العبادات؛ ( ولا تفكروا في الله ) ؛ فإن العقول تحير فيه؛ فلا يطيق مد البصر إليه إلا الصديقون؛ ثم لا يطيقون دوام النظر؛ بل سائر الخلق أحوال؛ أبصارهم بالإضافة إلى جلاله كبصر الخفاش بالإضافة إلى الشمس؛ فلا يطيقه البتة نهارا؛ ويتردد ليلا لينظر في بقية نور الشمس؛ فحال الصديقين كحال الإنسان في النظر إلى الشمس؛ فإنه يقدر على نظرها؛ ولا يطيق دوامه؛ فإنه يفرق البصر؛ ويورث الدهش؛ فكذا النظر إلى ذات الله؛ يورث الحيرة والدهش؛ واضطراب العقل؛ فالصواب ألا يتعرض لمجاري الفكر في ذاته وصفاته؛ لأن أكثر العقول لا تحتمله.

(تنبيه) :

قال الراغب : نبه بهذا الخبر على أن غاية معرفة الإنسان ربه أن يعرف أجناس الموجودات؛ جواهرها؛ وأعراضها المحسوسة والمعقولة؛ ويعرف أثر الصنعة فيها؛ وأنها محدثة؛ وأن محدثها ليس إياها؛ ولا مثلا لها؛ بل هو الذي يصح ارتفاع كلها بعد بقائه؛ ولا يصح بقاؤها وارتفاعه؛ ولما كان معرفة العالم كله يصعب على المكلف؛ لقصور الأفهام عن بعضها؛ واشتغال البعض بالضروريات؛ جعل (تعالى) لكل إنسان من نفسه وبدنه عالما صغيرا؛ أوجد فيه مثال كل ما هو موجود في العالم الكبير؛ ليجري ذلك من العالم مجرى مختصر عن كتاب بسيط؛ يكون مع كل أحد نسخة يتأملها حضرا؛ وسفرا؛ وليلا؛ ونهارا؛ فإن نشط وتفرغ للتوسع في العلم؛ نظر في الكتاب الكبير الذي هو العالم؛ فيطلع منه على الملكوت؛ ليقرر علمه؛ وإلا؛ فله مقنع بالمختصر؛ وفي أنفسكم أفلا تبصرون

( أبو الشيخ ) ؛ في العظمة؛ (طس عد هب؛ عن ابن عمر ) ؛ ابن الخطاب ؛ قال البيهقي : هذا إسناد فيه نظر؛ قال الحافظ العراقي : قلت: فيه الوزاع بن نافع ؛ متروك.




الخدمات العلمية