الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3474 - "ثلاث من الإيمان: الحياء؛ والعفاف؛ والعي؛ عي اللسان؛ غير عي الفقه والعلم ؛ وهن مما ينقصن في الدنيا؛ ويزدن في الآخرة؛ وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا؛ وثلاث من النفاق: البذاء؛ والفحش؛ والشح؛ وهن مما يزدن في الدنيا؛ وينقصن من الآخرة؛ وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا"؛ رستة ؛ عن عون بن عبد الله بن عتبة ؛ بلاغا؛ (ح) .

التالي السابق


(ثلاث من الإيمان) ؛ أي: من قواعد الإيمان؛ وشواهد أهله؛ ( الحياء) ؛ بحاء مهملة؛ ومثناة تحتية؛ (والعفاف والعي) ؛ والمراد به: (عي اللسان) ؛ عن الكلام؛ عند الخصام؛ (غير عي الفقه) ؛ أي: الفهم في الدين؛ (والعلم) ؛ فإن العي عنهما ليس من أصل الإيمان؛ بل محض النقص والخسران؛ (وهن مما ينقصن من الدنيا) ؛ لأن أكثر الناس لا حياء عندهم؛ فمن استحيا معهم ضيعوه؛ والعفاف ليس من شأنهم؛ فمن قصر منهم في الخصام خصموه؛ (و) ؛ هن؛ (يزدن في الآخرة) ؛ أي: في عمل الآخرة؛ الذي لا معول عند كل ذي لب إلا عليه؛ (وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا) ؛ وللآخرة خير لك من الأولى ؛ (وثلاث من النفاق) ؛ أي: من علامات النفاق؛ وشأن أهله ؛ (البذاء؛ والفحش) ؛ في القول؛ والفعل؛ (والشح) ؛ الذي هو أشد البخل؛ (وهن مما يزدن في الدنيا) ؛ لكونهن طباع أهلها؛ (وينقصن من الآخرة) ؛ لما فيهن من الوزر وارتكاب الإصر؛ (وما ينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا) .

( رستة ؛ عن عون ) ؛ بفتح المهملة؛ وآخره نون؛ ( ابن عبد الله بن عتبة ؛ بلاغا) ؛ وهو الهذلي الكوفي الزاهد الفقيه؛ تابعي جليل؛ وقيل: روايته عن الصحب مرسلة؛ قال الذهبي : وثقوه.




الخدمات العلمية