الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3483 - "ثلاث لا يفطرن الصائم: الحجامة؛ والقيء؛ والاحتلم" ؛ (ت)؛ عن أبي سعيد ؛ (ض) .

التالي السابق


(ثلاث لا يفطرن الصائم) ؛ إذا وقعت في الصوم؛ ( الحجامة ) ؛ فلو حجم نفسه؛ أو حجمه غيره بإذنه؛ لم يفطر؛ لكن الأولى تركه؛ وخبر "أفطر الحاجم والمحجوم" ؛ منسوخ؛ أو مؤول؛ ( والقيء ) ؛ فمن ذرعه القيء؛ أي: سبقه؛ فهو لا يفطر مطلقا؛ ولا قضاء عليه؛ ( والاحتلام ) ؛ فمن نام نهارا؛ واحتلم؛ فأنزل؛ لم يبطل صومه؛ ولا قضاء عليه؛ قال الحافظ العراقي : فيه أن الحجامة لا تفطر الصائم؛ قال ابن العربي : وكنت مترددا فيه؛ لكثرة المعارضات في الروايات؛ حتى أخبرني القاضي أبو المطهر بحديث "أفطر الحاجم والمحجوم" ؛ فرأيت حديثا عظيما؛ ورجالا؛ وسندا صحيحا؛ فكنت تارة أحمله على لفظه؛ وتارة أتأوله؛ وتترامى بي الخواطر؛ حتى قرأت على أبي الحسين بن المبارك ؛ فذكر بإسناد حديث أنس : مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بجعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو يحتجم؛ فقال: "أفطر هذا"؛ ثم رخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الحجامة للصائم ؛ وهذا نص فيه ثلاث فوائد؛ تسمية المحتجم؛ وثبوت خطر الحجامة؛ ومنعها للصائم؛ وثبوت الرخصة بعد في الحظر.

(ت) ؛ وكذا البيهقي ؛ (عن أبي سعيد ) ؛ الخدري ؛ قال الترمذي : هذا غير محفوظ؛ وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم مضعف؛ والمشهور عن عطاء مرسل؛ وأورده في الميزان في ترجمة عبد الرحمن ؛ من حديث أبي سعيد ؛ ونقل عن ابن عباس عند البزار بسند معلول؛ وعن ثوبان عند الطبراني ؛ وهو ضعيف.




الخدمات العلمية