الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3497 - "ثلاثة حق على الله (تعالى) عونهم: المجاهد في سبيل الله ؛ والمكاتب الذي يريد الأداء؛ والناكح الذي يريد العفاف"؛ (حم ت ن هـ ك)؛ عن أبي هريرة ؛ (صح) .

التالي السابق


( ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله ) ؛ لتكون كلمة الله هي العليا؛ وكلمة الذين كفروا السفلى؛ ( والمكاتب) ؛ أي: العبد الذي كاتبه سيده على نجوم؛ إذا أداها عتق؛ (الذي يريد الأداء) ؛ أي: الذي نيته أن يؤدي للسيد ما كاتب عليه؛ (والناكح الذي يريد العفاف) ؛ أي: المتزوج بقصد عفة فرجه عن الزنا واللواط أو نحوهما؛ وإنما آثر هذه الصيغة إيذانا بأن هذه الثلاثة من الأمور الشاقة التي تكدح الإنسان؛ وتقصم ظهره؛ لولا أنه يعان عليها لما قام بها؛ قال الطيبي : وأصعبها العفاف؛ لأنه قمع الشهوة الجبلية المذكورة في النفس؛ وهي مقتضى البهيمية النازلة في أسفل سافلين؛ فإذا استعف وتداركه عون إلهي؛ ترقى إلى منزلة الملائكة في أعلى عليين.

(تنبيه) :

قال العارف ابن عربي : إذا رأيت واحدا من هؤلاء؛ فأعنه بطائفة من مال؛ أو قال؛ أو حال؛ فإنك إذا أعنتهم فأنت نائب الحق في عونهم؛ فإنه إذا كان عون هؤلاء حقا على الله؛ فمن أعانهم فقد أدى عن الله ما أوجبه على نفسه؛ فيتولى الله كرامته بنفسه؛ فما دام المجاهد مجاهدا بما أعنته عليه؛ فأنت شريكه في الأجر؛ ولا ينقصه شيء؛ وإذا ولد للناكح ولد صالح؛ كان لك في ولده وعقبه أجر؛ وأقر به عين محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة؛ وهو أعظم من عون المكاتب؛ والمجاهد؛ لما أن النكاح أفضل النوافل؛ وأقربها نسبة للفضل الإلهي في إيجاده العالم؛ وبعظم الأجر يعظم النسب؛ إلى هنا كلامه.

(حم ت ن) ؛ في الجهاد؛ (هـ) ؛ في الأحكام؛ (ك) ؛ في النكاح؛ (عن أبي هريرة ) ؛ وقال: على شرط مسلم ؛ وقال الترمذي : حسن.




الخدمات العلمية