الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3517 - "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق؛ حتى يرجع ؛ وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط؛ وإمام قوم وهم له كارهون"؛ (ت)؛ عن أبي أمامة .

التالي السابق


(ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم) ؛ في رواية: "رؤوسهم"؛ أي: لا ترتفع إلى السماء؛ وهو كناية عن عدم القبول؛ كما صرح به في رواية للطبراني ؛ وقال التوربشتي : لا يرتفع إلى الله رفع العمل الصالح؛ بل شيئا قليلا من الرفع؛ كما نبه عليه بذكر الأذن؛ وخصها بالذكر لما يقع فيها من التلاوة والدعاء؛ وهذا كقوله في المارقة: "يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم" ؛ عبر عن عدم القبول بعدم مجاوزته الآذان؛ بدليل التصريح بعدم القبول في رواية أخرى؛ أو المراد: لا يرفع عن آذانهم؛ فتظلهم كما يظل العمل الصالح صاحبه يوم القيامة؛ قال الطيبي : ويمكن أن يقال: إن هؤلاء استوصوا بالمحافظة على ما يجب عليهم من مراعاة حق السيد والزوج والصلاة ؛ فلما لم يقوموا بما استوصوا به؛ لم تتجاوز طاعتهم عن مسامعهم؛ كما أن القارئ الكامل هو من يتدبر القرآن بقلبه؛ ويتلقاه بالعمل الصالح؛ فلما لم يقم بذلك؛ لم يتجاوز من صدره إلى ترقوته؛ (العبد الآبق) ؛ بدأ به تغليظا للأمر فيه؛ (حتى يرجع) ؛ من إباقه إلى سيده؛ إلا أن يكون إباقه لإضرار السيد به؛ ولم يجد له ناصرا؛ كما قاله بعض الأئمة؛ (وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط) ؛ لأمر شرعي؛ كسوء خلق؛ وترك أدب؛ ونشوز؛ وهذا أيضا خرج مخرج الزجر والتهويل؛ (وإمام قوم وهم له كارهون) ؛ فإن للإمام شفاعة؛ ولا يستشفع المرء إلا بمن يحبه؛ ويعتقد منزلته عند المشفوع إليه؛ فيكره أن يؤم قوما يكرهه أكثرهم؛ وهذا إن كرهوه لمعنى يذم به شرعا؛ وإلا فلا كراهة؛ واللوم على كارهه.

(ت) ؛ في الصلاة؛ (عن أبي أمامة ) ؛ وقال: حسن غريب؛ وضعفه الهيثمي ؛ وأقره عليه الزين العراقي ؛ في موضع؛ وقال في آخر: إسناده حسن؛ وقال الذهبي : إسناده ليس بقوي؛ وروي بإسنادين آخرين؛ هذا أمثلهما؛ أهـ.




الخدمات العلمية