الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3594 - "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" ؛ (هـ)؛ عن أبي هريرة ؛ (د)؛ عن أبي ذر ؛ (ض) .

التالي السابق


(جعلت لي الأرض مسجدا) ؛ أي: كل جزء منها يصلح أن يكون مكانا للسجود؛ أو يصلح أن يبني فيه مكانا للصلاة؛ ولا يرد عليه أن الصلاة في الأرض المتنجسة لا تصح؛ لأن التنجس وصف طارئ؛ والاعتبار بما قبله؛ (وطهورا) ؛ فيه إجمال يفصله خبر مسلم : "جعلت لنا الأرض مسجدا؛ وتربتها لنا طهورا" ؛ والخبر وارد على منهج الامتنان على هذه الأمة بأن رخص لهم في الطهور بالأرض؛ والصلاة في بقاعها؛ وكان من قبلهم إنما يصلون في كنائسهم؛ وفيما يتيقنون طهارته؛ قال الحافظ العراقي : وعموم ذكر الأرض هنا مخصوص بغير ما نهى الشارع عن الصلاة فيه؛ كخبر: "الأرض كلها مسجد؛ إلا المقبرة والحمام" ؛ ثم هذا الخبر وما بعده قد تمسك بظاهره الحنفية في تصحيحهم أن يجمع بتيمم واحد أكثر من فرض؛ قالوا: يريد بقوله: "طهورا": مطهرا؛ وإلا لما تحققت الخصوصية؛ لأن طهارة الأرض بالنسبة إلى جميع الأشياء ثابتة؛ وإذا كان مطهرا تبقى طهارتها إلى وجود غايتها من وجود الماء؛ أو ناقض آخر؛ ونوزعوا من طرف الشافعية المانعين للجميع بأن القول بموجب طهوريته لا يفيد إلا أنه مطهر؛ وليس الكلام فيه؛ بل في بقاء تلك الطهارة المفارقة به بالنسبة لغرض آخر؛ وليس فيه دليل عليه؛ وردوا عليهم بما فيه تكلف وتعسف يظهر ببادي الرأي للمصنف.

(هـ؛ عن أبي هريرة ؛ د؛ عن أبي ذر ) ؛ الغفاري .




الخدمات العلمية