الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3643 - "الجنة تحت ظلال السيوف" ؛ (ك)؛ عن أبي موسى ؛ (ض) .

التالي السابق


(الجنة تحت ظلال) ؛ وفي رواية للبخاري : "بارقة"؛ (السيوف) ؛ أي: الجهاد مآله الجنة ؛ فهو تشبيه بليغ؛ كـ "زيد بحر"؛ وهو استعارة؛ يعني أن ظلال السيوف والضرب بها في سبيل الله؛ سبب للفوز بظلال بساتين الجنة ونعيمها؛ لما أنه سبب موصل إليها؛ ذكره بعضهم؛ وفي النهاية هو كناية عن الدنو من الضرب في الجهاد حتى يعلوه السيف؛ ويصير ظله عليه؛ وقال الطيبي : معناه: ثواب الله؛ والسبب الموصل إلى الجنة؛ عند الضرب بالسيف في سبيل الله؛ فاحضروا الجهاد بصدق النية؛ واثبتوا؛ وإنما نهى عن لقاء العدو لما فيه من صورة الإعجاب؛ والاتكال على النفس؛ والوثوق بالقوة؛ ولمخالفته للحزم؛ والاحتياط؛ وخص السيوف لكونها أعظم آلات الحرب؛ وأنفعها.

(ك) ؛ في الجهاد؛ (عن أبي موسى ) ؛ قال الحاكم : على شرط مسلم ؛ وأقره الذهبي ؛ وكان على المصنف إثبات هذا في حرف "إن"؛ لأنه في رواية الحاكم بـ "إن"؛ في أوله؛ كما رأيته في المستدرك بخط الذهبي ؛ ثم إن ظاهر كلام المصنف أن هذا مما لم يخرجه الشيخان؛ ولا أحدهما؛ وهو ذهول؛ فقد رواه البخاري عن ابن أبي أوفى ؛ مرفوعا؛ بلفظ: "اعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف" ؛ وأخرجه مسلم أيضا في المغازي؛ وأبو داود في الجهاد؛ فاقتصار المؤلف على الحاكم ؛ من ضيق العطن؛ وممن عزاه إلى الشيخين معا؛ صاحب مسند الفردوس.




الخدمات العلمية