الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3802 - " الحجر الأسود من حجارة الجنة؛ وما في الأرض من الجنة غيره ؛ وكان أبيض كالماء؛ ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برئ"؛ (طب)؛ عن ابن عباس ؛ (ح) .

التالي السابق


( الحجر الأسود من حجارة الجنة؛ وما في الأرض من الجنة غيره؛ وكان أبيض كالماء) ؛ أي: في صفائه؛ وإلا فهو لا لون له على الأصح؛ (ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برئ) ؛ فيه التحريض على التوبة؛ والتحذير من شؤم الذنوب؛ والترغيب في مس الحجر ؛ لينالوا بركته؛ فتنتقل ذنوبهم من أبدانهم إليه؛ ذكره القاضي .

(تنبيه) :

في الروض؛ عن الزبير بن بكار : حكمة كون الخطايا سودته دون غيره من حجارة الكعبة وأستارها؛ أن العهد الذي أخذه الله على ذرية بني آدم ألا يشركوا به؛ كتبه في صك؛ وألقمه الحجر الأسود ؛ كما ورد في رواية؛ فالعهد الذي فيه هي الفطرة التي فطر الناس عليها؛ من التوحيد؛ وكل مولود يولد على ذلك الميثاق؛ حتى يسود قلبه بالشرك لما حال عن العهد؛ فصار ابن آدم محلا لذلك العهد؛ والحجر محلا لما كتب فيه العهد؛ فتناسب؛ فاسود قلب ابن آدم من الخطايا؛ بعد ما ولد عليه من ذلك العهد؛ واسود الحجر بعد بياضه؛ وكانت الخطايا سببا في ذلك.

(طب؛ عن ابن عباس ) ؛ قال الهيثمي : وفيه محمد بن أبي ليلى ؛ وفيه كلام كثير.




الخدمات العلمية