الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3864 - "الحياء لا يأتي إلا بخير" ؛ (ق)؛ عن عمران بن حصين ؛ (صح) .

التالي السابق


(الحياء لا يأتي إلا بخير) ؛ لأن من استحيا من الناس أن يروه يأتي بقبيح؛ دعاه ذلك إلى أن يكون حياؤه من ربه أشد؛ فلا يضيع فريضة؛ ولا يرتكب خطيئة؛ قال ابن عربي : الحياء ألا يفعل الإنسان ما يخجله؛ إذا عرف منه أنه فعله؛ والمؤمن يعلم بأن الله يرى كل ما يفعله؛ فيلزمه الحياء منه؛ لعلمه بذلك؛ وبأنه لا بد أن يقرره يوم القيامة على ما عمله؛ فيخجل؛ فيؤديه إلى ترك ما يخجل منه؛ وذلك هو الحياء؛ فمن ثم لا يأتي إلا بخير؛ انتهى؛ لا يقال: صاحب الحياء قد يستحي أن يواجه بالحق من يعظمه؛ فيترك أمره بالمعروف؛ ونهيه عن المنكر؛ وقد يحمله الحياء على إخلاله ببعض الحقوق؛ كما هو معروف عادة؛ لأنا نقول: هذا ليس بحياء حقيقة؛ بل عجز ومهانة وخور؛ وإنما يطلق عليه أهل العرف "حياء"؛ مجازا؛ وحقيقة الحياء: خلق يبعث على ترك القبيح؛ ويمنع من التقصير في حق الغير ؛ وقال بعض الحكماء: من كسي الحياء ثوبه؛ لم ير الناس عيبه.

(ق؛ عن عمران بن حصين ) ؛ ورواه عنه أيضا أحمد وغيره.




الخدمات العلمية