3867 - "الحياء والإيمان في قرن؛ فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر" ؛ (طس)؛ عن ابن عباس ؛ (ح) .

التالي السابق

عرض الحاشية

(الْحَيَاءُ وَالْإِيمَانُ فِي قَرْنٍ) ؛ أَيْ: مَجْمُوعُهُمَا فِي حَبْلٍ؛ أَوْ قَرْنٍ؛ وَ"الْقَرْنُ": ضَفِيرَةُ الشَّعْرِ؛ وَالْجَمْعُ "قُرُونٌ"؛ يَعْنِي: هُمَا كَشَيْءٍ وَاحِدٍ؛ (فَإِذَا سُلِبَ أَحَدُهُمَا تَبِعَهُ الْآخَرُ) ؛ لِأَنَّ مَنْ نُزِعَ مِنْهُ الْحَيَاءُ؛ رَكِبَ كُلَّ فَاحِشَةٍ؛ وَقَارَفَ كُلَّ قَبِيحٍ؛ وَلَا يَحْجِزُهُ عَنْ ذَلِكَ دِينٌ؛ "إِذَا لَمْ تَسْتَحِ؛ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ" ؛ وَالْمُرَادُ: الْحَيَاءُ الشَّرْعِيُّ؛ الَّذِي يَقَعُ عَلَى وَجْهِ الْإِجْلَالِ وَالِاحْتِرَامِ لِلْأَكَابِرِ ؛ وَهُوَ مَحْمُودٌ؛ وَأَمَّا مَا يَقَعُ سَبَبًا لِتَرْكِ أَمْرٍ شَرْعِيٍّ فَهُوَ مَذْمُومٌ؛ وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِ مُجَاهِدٍ : "لَا يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ مُسْتَحْيٍ" ؛ وَهُوَ بِسُكُونِ الْحَاءِ؛ وَ"لَا"؛ فِي كَلَامِهِ نَافِيَةٌ؛ لَا نَاهِيَةٌ؛ وَلِهَذَا كَانَتْ مِيمُ "يَتَعَلَّمُ"؛ مَضْمُومَةً؛ كَأَنَّهُ أَرَادَ تَحْرِيضَ الْمُتَعَلِّمِينَ؛ وَقَوْلُ مُجَاهِدٍ هَذَا وَصَلَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ؛ قَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي الْمُخْتَصَرِ: وَهُوَ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ .

(طس؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ) ؛ قَالَ الْهَيْثَمِيُّ وَغَيْرُهُ: فِيهِ يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ السَّمْنِيُّ ؛ كَذَّابٌ خَبِيثٌ؛ انْتَهَى؛ فَكَانَ يَنْبَغِي لِلْمُصَنِّفِ حَذْفُهُ.

(الحياء والإيمان في قرن) ؛ أي: مجموعهما في حبل؛ أو قرن؛ و"القرن": ضفيرة الشعر؛ والجمع "قرون"؛ يعني: هما كشيء واحد؛ (فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر) ؛ لأن من نزع منه الحياء؛ ركب كل فاحشة؛ وقارف كل قبيح؛ ولا يحجزه عن ذلك دين؛ "إذا لم تستح؛ فاصنع ما شئت" ؛ والمراد: الحياء الشرعي؛ الذي يقع على وجه الإجلال والاحترام للأكابر ؛ وهو محمود؛ وأما ما يقع سببا لترك أمر شرعي فهو مذموم؛ وهو المراد بقول مجاهد : "لا يتعلم العلم مستحي" ؛ وهو بسكون الحاء؛ و"لا"؛ في كلامه نافية؛ لا ناهية؛ ولهذا كانت ميم "يتعلم"؛ مضمومة؛ كأنه أراد تحريض المتعلمين؛ وقول مجاهد هذا وصله أبو نعيم في الحلية؛ قال ابن حجر في المختصر: وهو إسناد صحيح على شرط البخاري .

(طس؛ عن ابن عباس ) ؛ قال الهيثمي وغيره: فيه يوسف بن خالد السمني ؛ كذاب خبيث؛ انتهى؛ فكان ينبغي للمصنف حذفه.