الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3885 - "خذ الأمر بالتدبير؛ فإن رأيت في عاقبته خيرا فامض؛ وإن خفت غيا فأمسك" ؛ (عب عد هب)؛ عن أنس ؛ (ض) .

التالي السابق


( خذ الأمر بالتدبير ) ؛ أي: التفكر فيه؛ وجلب مصالحه؛ ودرء مفاسده ؛ والنظر في عواقبه؛ وعبر بالأخذ؛ الذي هو بمعنى القهر والغلبة؛ إشارة إلى طلب قهر شهوة نفسه فيما فيه الحزم والرشد؛ (فإن رأيت في عاقبته خيرا فامض) ؛ أي: افعله؛ (وإن خفت) ؛ من فعله؛ (غيا) ؛ أي: شرا؛ من خسران عاقبته وضلالها؛ (فأمسك) ؛ أي: كف عن فعله؛ قال الطيبي : الخوف هنا بمعنى الظن؛ كما في: إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله ؛ ويجوز كونه بمعنى العلم واليقين؛ لأن من خاف شيئا احترز منه؛ وهذا أنسب بالمقام؛ لأنه وقع في مقابلة "رأيت"؛ وهو بمعنى العلم؛ وهما نتيجتا الفكر والتدبير.

(عب عد هب) ؛ وكذا أبو نعيم والبغوي والديلمي ؛ من حديث أبان بن أبي عياش ؛ (عن أنس ) ؛ قال: قال رجل: يا رسول الله؛ أوصني؛ فذكره؛ ظاهر صنيع المصنف أن مخرجيه سكتوا عليه؛ والأمر بخلافه؛ بل تعقبه البيهقي بما نصه: أبان بن عياش ضعيف في الرواية؛ أهـ؛ قال الذهبي في الضعفاء: قال أحمد تركوا حديثه؛ وفي الميزان عن بعضهم أنه يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وساق هذا الحديث فيما أنكر عليه.




الخدمات العلمية