الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4062 - "خير ثيابكم البياض؛ فكفنوا فيها موتاكم؛ وألبسوها أحياءكم ؛ وخير أكحالكم الإثمد؛ ينبت الشعر؛ ويجلو البصر"؛ (هـ طب ك)؛ عن ابن عباس ؛ (صح) .

التالي السابق


( خير ثيابكم البياض؛ فكفنوا فيها موتاكم؛ وألبسوها أحياءكم ) ؛ هذا خطاب لعموم الخلق؛ لقوله: "ثيابكم"؛ ولم يقل: "ثيابنا"؛ فهو خير الثياب؛ لأنها لم يمسها صبغ يحتاج إلى مؤونة؛ ولم يؤمن فيها نجاسة؛ ولأن البياض لا يكاد يخفى أثر يلحقه؛ فيظهر؛ ولأن الألوان تعين على الكبر؛ والمفاخرة؛ ولأن البياض أعم وأيسر وجودا؛ لكن لما تغالى أبناء الدنيا في تصفيقه وتصقيله تركه قوم من المتزهدين؛ فلبسوا الأسود ونحوه؛ لذلك ولخفة مؤونة غسله؛ ولهذا لم يتوخ المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لبس البياض؛ بل كان يلبس ما اتفق؛ من أخضر وأحمر وأبيض وغيرها؛ ذكره البغدادي ؛ ( وخير أكحالكم الإثمد ) ؛ قال الطيبي : عطف على قوله: "ألبسوا"؛ وإنما أبرز الأول في صورة الأمر؛ اهتماما بشأنه؛ وأنه سنة مؤكدة؛ وأخبر عن الثاني إيذانا بأنه من خير دأب الناس وعادتهم؛ وجمع بينهما لمناسبة الزينة؛ يتزين بها المتزينون من الصلحاء؛ وعلل الاكتحال بالإثمد بقوله: (ينبت الشعر) ؛ أي: شعر الأهداب؛ (ويجلو البصر) ؛ بتجفيفه للرطوبات الفاسدة؛ ودفعه للمواد الرديئة؛ وأما توسيطه ذكر الكفن بينهما؛ فكالاستطراد.

(هـ طب ك؛ عن ابن عباس ) ؛ قال الديلمي : وفي الباب ابن عمر .




الخدمات العلمية