الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4134 - "الخط الحسن يزيد الحق وضحا" ؛ (فر)؛ عن أم سلمة ؛ (ض) .

التالي السابق


(الخط الحسن) ؛ يعني: الكتابة الحسنة؛ (تزيد الحق وضحا) ؛ وفي رواية: "وضوحا"؛ وذلك لأنه أنشط للقارئ؛ وأبعث على تجريد الهمة للتأمل والتدبر؛ ومن ثم قيل: "رداءة الخط أحد الزمانين"؛ وقيل: "الخط الحسن؛ وشيء محبوك؛ وذهب مسبوك؛ متنزه الألحاظ؛ ومجتنى الألفاظ؛ قال:


أضحكت قرطاسك عن جنة أشجارها من حكم مثمرة



ومن أمثالهم: "ما الثمر اليانع تحت خضرة الورق؛ بأحسن من الخط الرائع في بياض الورق؛ وتسويد بخط الكاتب أملح من توريد بخد الكاعب"؛ قال الماوردي : وتقول العرب : الخط أحد اللسانين؛ وحسنه أحد الفصاحتين؛ وقال حكيم الروم : الخط هندسة روحانية؛ وإن ظهر بآلة جسدانية؛ وقال حكيم العرب : الخط أصل في الروح؛ وإن ظهر بحواس الجسد؛ قال الماوردي : ويجب على من أراد حفظ العلم أن يعتني بأمرين: حفظ تقويم الحروف على أشكالها الموضوعة لها؛ وضبط ما اشتبه منها بالنقط؛ والشكل المميز؛ وما زاد على هذين من تحسين الخط؛ وملاحة نظمه؛ زيادة حذق بصنعته؛ وليس بشرط في صحته؛ قالوا: وحسن الخط لسان اليد؛ ومهجة الضمير؛ وقال المبرد : داء الخط زمانة الأدب؛ وقال عبد الحميد : البيان في اللسان؛ والبنان؛ ومحل ما زاد على الخط المفهوم من تصحيح الحروف؛ وحسن الصورة؛ محل ما زاد على الكلام المفهوم من فصاحة الألفاظ؛ وصحة الإعراب؛ ولهذا قالوا: حسن الخط إحدى الفصاحتين.

(فر؛ عن أم سلمة ) ؛ قال في الميزان: هذا خبر منكر؛ ورواه عنه ابن لال ؛ ومن طريقه وعنه أورده الديلمي مصرحا؛ فلو عزاه المصنف للأصل لكان أجود.




الخدمات العلمية