الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4227 - "دعوه؛ فإن لصاحب الحق مقالا" ؛ (خ ت)؛ عن أبي هريرة ؛ (صح) .

التالي السابق


(دعوه) ؛ يعني: اتركوا يا أصحابنا من طلب منا دينه؛ فأغلظ؛ فلا تبطشوا به؛ (فإن لصاحب الحق مقالا) ؛ أي: صولة الطلب؛ وقوة الحجة؛ فلا يلام إذا تكرر طلبه؛ لحقه؛ لكن مع رعاية الأدب؛ وهذا من حسن خلقالمصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ وكرمه؛ وقوة صبره على الجفاة؛ مع القدرة على الانتقام؛ وفيه أنه يحتمل من صاحب الدين الإغلاظ في المطالبة؛ لكن بما ليس بقدح أو شتم؛ ويحتمل أن القائل كان كافرا؛ فأراد تألفه.

(خ ت؛ عن أبي هريرة ) ؛ قال: إن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يتقاضاه؛ فأغلظ له؛ فهم به أصحابه؛ فقال رسول الله: "دعوه؛ فإن لصاحب الحق مقالا"؛ ثم قال: "أعطوه سنا مثل سنه"؛ قالوا: لا نجد إلا أمثل من سنه؛ قال: "أعطوه؛ فإن خيركم أحسنكم قضاء للدين" ؛ كذا رواه الشيخان معا؛ كما عزاه لهما النووي ؛ ثم العراقي ؛ فما أوهمه صنيع المؤلف أنه مما تفرد به البخاري ؛ غير صحيح.




الخدمات العلمية