الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4301 - "الدين يسر؛ ولن يغالب الدين أحد إلا غلبه" ؛ (هب)؛ عن أبي هريرة .

التالي السابق


(الدين) ؛ بكسر الدال؛ (يسر) ؛ أي: الإسلام ذو يسر ؛ أي: مبني على التسهيل والتخفيف؛ وهو بمعناه؛ (ولن يغالب) ؛ في رواية: "ولن يشاد"؛ قال في مختصر الفتح: وسمى الدين "يسرا"؛ مبالغة؛ بالنسبة للأديان قبله؛ لأنه (تعالى) رفع عن أهله الإصر الذي كان على من قبلهم؛ ومن أوضح الأمثلة له أن توبتهم كانت بقتل أنفسهم؛ وتوبة هذه الأمة بالإقلاع والعزم والندم؛ (الدين) ؛ أي: لا يقاويه؛ (أحد إلا غلبه) ؛ يعني: لا يتعمق فيه أحد؛ وترك الرفق؛ ويأخذ بالعنف؛ إلا غلبه الدين؛ وعجز المتعمق؛ وانقطع؛ قال ابن حجر : "الدين"؛ منصوب على المفعولية؛ وأضمر الفاعل للعلم به؛ وحكى في المطالع أن أكثر الروايات برفع "الدين"؛ على أن "يغالب"؛ أو "يشاد"؛ بالبناء للمفعول؛ وعارضه النووي بأن أكثر الروايات بالنصب؛ وجمع بينهما بأنه بالنسبة إلى روايات المغاربة والمشارقة؛ قال ابن المنير : فيه علم من أعلام النبوة؛ فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع؛ وليس المراد من أخذ بالأكمل في العبادة؛ لأنه من الأمور المجموعة؛ بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال؛ والمبالغة في التطوع؛ المفضي إلى ترك الأفضل؛ أو إخراج الفرض عن وقته؛ كمن بات يصلي الليل كله؛ ويغالب النوم إلى أن غلبه النوم آخر الليل؛ فنام عن صلاة الصبح؛ في جماعة؛ أو إلى خروج الوقت المختار؛ أو إلى طلوع الشمس.

(هب؛ عن أبي هريرة ) ؛ ورواه البخاري بلفظ: "إن الدين..."؛ إلخ.




الخدمات العلمية