الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4326 - "ذكاة الجنين ذكاة أمه" ؛ (د ك)؛ عن جابر ؛ (حم د ت هـ حب قط ك)؛ عن أبي سعيد ؛ (ك)؛ عن أبي أيوب ؛ وأبي هريرة ؛ (طب)؛ عن أبي أمامة ؛ وأبي الدرداء ؛ وكعب بن مالك .

التالي السابق


( ذكاة الجنين ) ؛ بالرفع؛ مبتدأ؛ والخبر قوله: (ذكاة أمه) ؛ أي: ذكاة أمه ذكاة له؛ لأنه جزء منها؛ وذكاتها ذكاة لجميع أجزائها؛ وروي بالنصب؛ على الظرفية؛ كـ "جئت طلوع الشمس"؛ أي: وقت طلوعها؛ يعني: ذكاته حاصلة وقت ذكاة أمه؛ قال الخطابي وغيره: ورواية الرفع هي المحفوظة؛ وأيا ما كان؛ فالمراد الجنين الميت؛ بأن خرج ميتا؛ أو به حركة؛ مذبوح؛ على ما ذهب إليه الشافعي ؛ ويؤيده ما جاء في بعض طرق الحديث من قول السائل: يا رسول الله؛ إنا ننحر الإبل؛ ونذبح البقر والشاة؛ فنجد في بطنها الجنين؛ فنلقيه؛ أو نأكله؟ فقال: "كلوه إن شئتم؛ فإن ذكاته ذكاة أمه" ؛ فسؤاله إنما هو عن الميت؛ لأنه محل الشك؛ بخلاف الحي الممكن الذبح؛ فيكون الجواب عن الميت؛ ليطابق السؤال؛ ومن البعيد تأويل أبي حنيفة بأن المعنى على التشبيه؛ أي: مثل ذكاتها؛ أو كذكاتها؛ فيكون المراد الحي؛ لحرمة الميت عنده؛ ووجه بعده ما فيه من التقدير المستغنى عنه؛ ومن ثم وافق صاحباه الشافعي ؛ قال ابن المنذر : لم يرو عن أحد من الصحابة والعلماء أن الجنين لا يؤكل إلا باستئناف ذكاته؛ إلا عن أبي حنيفة .

(د ك؛ عن جابر ) ؛ ابن عبد الله ؛ (حم د ت) ؛ وحسنه؛ (هـ حب قط؛ عن أبي سعيد ) ؛ الخدري ؛ (ك؛ عن أبي أيوب ؛ وعن أبي هريرة ؛ طب؛ عن أبي أمامة ؛ وأبي الدرداء ؛ وعن كعب بن مالك ) ؛ قال الغزالي : صح صحة لا يتطرق احتمال إلى متنه؛ وإلى ضعف في سنده؛ وهو فيه متابع لإمامه؛ فإنه ذكره في الأساليب؛ وقال الحاكم : صحيح الإسناد؛ قال الزين العراقي : وليس كذلك؛ قال عبد الحق : لا يحتج بأسانيده كلها؛ أهـ؛ قال ابن حجر : الحق أن فيها ما تنتهض به الحجة؛ أهـ؛ قال العراقي : ورواه الطبراني في الأوسط؛ بسند جيد؛ أهـ؛ فكان ينبغي للمصنف عدم إغفاله؛ فإنه ليس فيما ذكره مثله؛ بل الكل معلول؛ أما حديث جابر ففيه عبد الله بن أبي زياد القداح ؛ عن أبي الزبير القداح ؛ ضعيف؛ وحديث أبي سعيد من طريق مجاهد عن أبي الوداك ؛ عنه؛ قال ابن حزم : حديث واه؛ فإن مجاهدا ضعيف؛ وكذا أبو الوداك ؛ وقال ابن القطان : لا يحتج بأسانيد تفيده؛ إلا أن الحجة تقوم بمجموع طرقه؛ كما بينه ابن حجر أتم بيان؛ وأقام عليه البرهان على أن في الباب أيضا أبا أمامة ؛ وأبا الدرداء ؛ وأبا هريرة ؛ وعليا ؛ وابن مسعود ؛ وأبا أيوب ؛ والبزار ؛ وابن عمر ؛ وابن عباس ؛ وكعبا ؛ وغيرهم؛ ولما نظر إلى ذلك ابن حبان أقدم وصححه؛ وتبعه القشيري ؛ وغيره.




الخدمات العلمية