الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ذوب ) الذال والواو والباء أصل واحد ، وهو الذوب ، ثم يحمل عليه ما قاربه في المعنى مجازا . يقال ذاب الشيء يذوب ذوبا ، وهو ذائب . ثم يقولون مجازا : ذاب لي عليه من المال كذا ، أي وجب; كأنه لما وجب فقد ذاب عليه ، كما يذوب الشيء على الشيء . والإذوابة : الزبد حين يوضع في البرمة ليذاب . والذوب : العسل الخالص . ثم يقولون للشمس إذا اشتد حرها : ذابت; كأنها لما بلغت إلى الأجساد بحرها فقد ذابت عليهم . قال :

                                                          إذا ذابت الشمس اتقى صقراتها بأفنان مربوع الصريمة معبل

                                                          ويقولون : أذاب فلان أمره ، أي أصلحه . وهو من الباب; لأنه كأنه فعل به ما يفعله مذيب السمن وغيره حتى يخلص ويصلح . ومنه قول بشر :


                                                          وكنتم كذات القدر لم تدر إذ غلت     أتنزلها مذمومة أو تذيبها

                                                          وقال قوم : تذيبها تنهبها; والإذابة : النهبة; أذبته أنهبته . وهو الباب ، كأنه أذابه عليهم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية