الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حش ) الحاء والشين أصل واحد ، وهو نبات أو غيره يجف ، ثم يستعار هذا في غيره والمعنى واحد . فالحشيش : النبات اليابس . والحشاش والمحش : وعاؤه . قال :


                                                          بين حشاشي بازل جور

                                                          وحشاشا الإنسان وغيره : جنباه ، عن أبي مالك ، كأنهما شبها بحشاشي الحشيش . والحشة : القنة تنبت ويبيض فوقها الحشيش . قال :

                                                          [ ص: 11 ]

                                                          فالحشة السوداء من ظهر العلم

                                                          والمحش من الناس : الصغير ، كأنه قد يبس فصغر . قال :


                                                          قبحت من بعل محش مودن

                                                          ويقال استحشت الإبل : دقت أوظفتها من عظمها أو شحمها . ويقولون : استحش ساعدها كفها ، وذلك إذا عظم الساعد فاستصغرت الكف . قال :


                                                          إذا اصمأل أخدعاه ابتدا     إذا هما مالا استحشا الخدا

                                                          ويقال حششت النار ، إذا أثقبتها ، وهو من الأصل الذي ذكرناه ، كأنك جعلت ثقوبها كالحشيش لها تأكله . قال :


                                                          فما جبنوا أنا نشد عليهم     ولكن رأوا نارا تحش وتسفع

                                                          وحش الرجل سهمه ، إذا ألزق به قذذه من نواحيه .

                                                          ومن الباب فرس محشوش الظهر بجنبيه ، إذا كان مجفر الجنبين . قال :


                                                          من الحارك محشوش     بجنب مجفر رحب

                                                          وقول الهذلي :


                                                          في المزني الذي حششت له     مال ضريك تلاده نكد

                                                          فإنه يريد كثرت به مال هذا الفقير . وذلك أنه أسر ففدي بماله .

                                                          [ ص: 12 ] ويقال حشت اليد ، إذا يبست ، كأنها شبهت بالحشيش اليابس . وأحشت الحامل ، إذا جاوزت وقت الولاد ويبس الولد في بطنها .

                                                          ومما شذ عن الباب الحشاشة : بقية النفس . قال :


                                                          أبى الله أن يبقي لنفسي حشاشة     فصبرا لما قد شاء الله لي صبرا

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية