الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حور ) الحاء والواو والراء ثلاثة أصول : أحدها لون ، والآخر الرجوع ، والثالث أن يدور الشيء دورا .

                                                          فأما الأول فالحور : شدة بياض العين في شدة سوادها . قال أبو عمرو : [ ص: 116 ] الحور أن تسود العين كلها مثل الظباء والبقر . وليس في بني آدم حور . قال وإنما قيل للنساء حور العيون ، لأنهن شبهن بالظباء والبقر قال الأصمعي : ما أدري ما الحور في العين . ويقال حورت الثياب ، أي بيضتها ، ويقال لأصحاب عيسى عليه السلام الحواريون ; لأنهم كانوا يحورون الثياب ، أي يبيضونها . هذا هو الأصل ، ثم قيل لكل ناصر حواري . قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " الزبير ابن عمتي وحواريي من أمتي " . والحواريات : النساء البيض . قال :


                                                          فقل للحواريات يبكين غيرنا ولا يبكنا إلا الكلاب النوابح

                                                          والحوارى من الطعام : ما حور ، أي بيض . واحور الشيء : ابيض ، احورارا . قال :


                                                          يا ورد إني سأموت مره     فمن حليف الجفنة المحوره

                                                          أي المبيضة بالسنام . وبعض العرب يسمي النجم الذي يقال له المشتري " الأحور " .

                                                          ويمكن أن يحمل على هذا الأصل الحور ، وهو ما دبغ من الجلود بغير القرظ ويكون لينا ، ولعل ثم أيضا لونا . قال العجاج :


                                                          بحجنات يتثقبن البهر     كأنما يمزقن باللحم الحور

                                                          [ ص: 117 ] يقول : هذا البازي يمزق أوساط الطير ، كأنه يمزق بها حورا ، أي يسرع في تمزيقها .

                                                          وأما الرجوع ، فيقال حار ، إذا رجع . قال الله تعالى : إنه ظن أن لن يحور بلى والعرب تقول : " الباطل في حور " أي رجع ونقص ، وكل نقص ورجوع حور . قال :


                                                          والذم يبقى وزاد القوم في حور

                                                          والحور : مصدر حار حورا رجع . ويقال : " [ نعوذ بالله ] من الحور بعد الكور " . وهو النقصان بعد الزيادة .

                                                          ويقال : " حار بعد ما كار " . وتقول : كلمته فما رجع إلي حوارا وحوارا ومحورة وحويرا .

                                                          والأصل الثالث المحور : الخشبة التي تدور فيها المحالة . ويقال حورت الخبزة تحويرا ، إذا هيأتها وأدرتها لتضعها في الملة .

                                                          ومما شذ عن الباب حوار الناقة ، وهو ولدها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية