الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خرف ) الخاء والراء والفاء أصلان : أحدهما أن يجتنى الشيء ، والآخر الطريق .

                                                          فالأول قولهم اخترفت الثمرة ، إذا اجتنيتها . والخريف : الزمان الذي يخترف فيه الثمار . وأرض مخروفة : أصابها مطر الخريف . والمخرف : الذي يجتنى فيه . وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " عائد المريض على مخارف الجنة حتى يرجع " . والعرب تقول : اخرف لنا ، أي اجن . والمخرف بفتح الميم : الجماعة من النخل . وقال بعض أهل اللغة : إن الخروف يسمى خروفا لأنه يخرف من هاهنا وها هنا .

                                                          والأصل الآخر : المخرفة : الطريق . وفي الحديث : " تركتم على مثل مخرفة النعم " ، أي على الطريق الواضح المستقيم . وقال :

                                                          [ ص: 172 ]

                                                          فضربته بأفل تحسب إثره نهجا إبان بذي فريغ مخرف

                                                          ومن هذا الباب الإخراف ، وهو أن تنتج الناقة في مثل الوقت الذي حملت فيه . وهو القياس : لأنها كأنها لزمت ذلك القصد فلم تعوج عنه .

                                                          وبقيت في الباب كلمة هي عندنا شاذة من الأصل ، وهو الخرف ، والخرف : فساد العقل من الكبر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية