الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( رمد ) الراء والميم والدال ثلاثة أصول : أحدها مرض من الأمراض ، والآخر لون من الألوان ، والثالث جنس من السعي .

                                                          فالأول : الرمد رمد العين ، يقال رمد يرمد رمدا ، وهو رمد وأرمد . ومنه الرمد ، وهو الهلاك ، بسكون الميم . كما قال :


                                                          كأصرام عاد حين جللها الرمد

                                                          ويقال رمدنا القوم نرمدهم ، إذا أتينا عليهم .

                                                          والثاني : الرماد ، وهو معروف ، فإذا كان أرق ما يكون فهو رمدد . وهو يسمى للونه . يقال رمدت الناقة ترميدا ، إذا تركت عند النتاج لبنا قليلا . وإنما يقال ذلك للون يعتري ضرعها . والأرمد : كل شيء أغبر فيه كدرة ، وهو من الرماد ، ومنه قيل لضرب من البعوض رمد . وقال أبو وجزة وذكر صائدا :


                                                          يبيت جارته الأفعى وسامره     رمد به عاذر منهن كالجرب

                                                          والأرمداء ، على وزن أفعلاء : الرماد . والمرمد من الشواء : الذي يمل في الجمر . وفي المثل : " شوى أخوك حتى إذا أنضج رمد " . فأما قولهم : عام الرمادة ، فقال قوم : كان محلا نزل بالناس له رمد ، وهو الهلاك . وقال آخرون : سمي بذلك لأن الأرض صارت من المحل كالرماد . وقال أبو حاتم : ماء رمد ، إذا كان آجنا متغيرا .

                                                          [ ص: 439 ] والأصل الثالث : الارمداد : شدة العدو . ويقال ارمد الظليم : أسرع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية